حينما اشتد البرد مع نزول المطر كنت من خلف الزجاج وبخار أنفاسي على سطح النافذة وصوت قطرات المطر تطرق بقوة على نافذتي،وشفتاي اللتان ترتعدان وتشكوان من قسوة الشتاء،كأنهما يبحثان عن الدفْ ويداي اللتان وضعتهما في جيوبي،ثم بحثت عن ما يوقد الحروف لأتذكرك،و شعرت بمشاعر عميقة مابين حنايا أضلاعي لكِ،وأخذت أنظر لتساقط قطرات المطر وحبات البرد التي بدأت تمحو الطريق، فتذكرت أيامنا سوياً حينما كان القدر يجمعنا وكنا نمشي تحت المطر وكان أجمل واقع،والآن يحضر طيفكِ بعد رحيلكِ مع الخيال في واقعي، وبعد أن تذكرت ذلك وجدت جسمي يرتعش، لا أدري هل هو من البرد أو خوفاً أو شوقاً لست أدري وبعد أن سكبت لي شاياً في كوبي رحلت بلحظات مع أفكاري، ثم قد وضعت كوبي بجانبي،و ضممته براحة يداي بشدة وكأنه يعطيني من حرارة حنانكِ وحبكِ لي ثم أخذت معطفي ووضعته على جسدي البردان الذي افتقد الدفء من بعدكِ، ثم أغمضت عيناي لأتخيلكِ و شربت من كأسي قليلاً طامعاً بدفئه،وسقطت دموعي بعد أن آلمها السهد و طول افتقادكِ وجدت نفسي أنطق بحروف اسمكِ،وأقول هل تشعرين “قد اشتقت إليكِ ”.
سلمان محمد البحيري