أنا وأنتِ مثل لوحة تشكيلية ، هناك جانب منها واضح وجميل ، والبعض الآخر غير واضح ،ونعتقد بأنه سيء لأنه غامض، أنا وأنتِ تركيبة غريبة غامضة أحياناً لأننا من مواليد أبراج مختلفة،ليس بالسهل بأن ننسجم ونتناغم سوياً، فأنا أملك أراء وأفكار وأنتِ أيضاً،فأنا عنيد و أنتِ أعند مني بكثير، أنتِ تحبين المجادلة كثيراً وأنا أكره الجدل الكثير،وبعض الأحيان أسلك لك وأنا غير مقتنع بما تقولينه ، لأنكِ لا تريدين رؤية الأشياء والحياة إلا من خلال عينيك ووجهة نظرك أنتِ ، ولكن أنا أنظر لها بنظرة مختلفة من خلال رؤية ومن زوايا مختلفة،وأنا في الفترة الأخيرة افتقدت مشاغبتكِ لي ، لذلك سألت عليك كثيراً وأنتِ لم تهتمي ،فأنا افترضت حسن النية لأنك لست سيئة ،ولا أنا ايضاً بسيئ ،ولكننا مختلفين وبعض الأحيان اختلافنا، يجعلنا ندير ظهورنا لبعض لفترة معينة وكل واحدٍ منا يتكاسل بأخذ خطوة إلى الأمام لكي نقترب بها من بعض، لذلك أنا أكون سعيداً جداً حينما تبادرين أحياناً بالتواصل معي لكي تطبطبي على قلبي المتعب العاتب،مثلما أنتِ تكوني سعيدة حينما أسأل بعض الأحيان عنك وأنتِ في السفر أو تكونين مشغولة ، كما يسعدني بأنك تمثلي دور المهتم بكلماتي وأنك صرتي تحبين أغنية أنا أتمتم بها بالرغم بأنني أعرف بأنك لا تفضلينها، مثلما تكونين سعيدة حينما أسأل عن صحتك وأحوالك ومجال دراستك وعملك ثم تبدئين تشرحين لي بحماس وسعادة عن ذلك ، مثلما أكون سعيدا حينما تأتيني رسالة نصية منك لتسألين عني، لذلك أشعر بالارتياح من هموم اليوم ومتاعبه، فأنا أكون سعيداً حينما تخطين لي خطوة وأنا أيضا أخطو لك خطوة و نتجاهل كل الاختلافات والخلافات أو من هو المفروض يسأل في الأول عن الآخر ، أنا لأجل ذلك أقول لكِ أنا وأنتِ مثل لوحة تشكيلية غير معروفة المعالم،هي حاجة كذا متلخبطه،ولكن لها أبعاد ومتعوب عليها، ولا أحد يستطيع أن يصنفها بأنها جميلة أو سيئة،فهي لوحة طبيعتها هكذا وتؤخذ على ماهي عليه ، ولكن لا تترك لأن لها قيمة فنية باذخة لدينا.
سلمان محمد البحيري
شاهد أيضاً
حكاية باب!
لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة لتحديد ملامحي النهائية. كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …