معشوقتي الرياض

أنا و الرياض، في حالة عشق دائم منذ الصغر برغم زحامها وكل مشاكلها،أعشق فيها سرعة الحركة الدائمة ونموها والمزارع التي حولها وناسها الطيبين وأعشق براريها، لقد عاصرت تطورها منذ إن كانت صغيره و بعض أحيائها نخيل وبيوتها طين وكانت مدينة صغيره

img_3583

img_3587

img_3585

حتى صارت الآن عروس و من أكبر عواصم العالم ، وذلك بفضل من الله ثم بتوحيهات الملك سلمان حينما كان أميراً للرياض ،حيث  في خلال نصف قرن تحولت الرياض من مزارع وبيوت طينية إلى مدينة عصرية تبلغ مساحة النطاق العمراني بمراحله الأولى والثانية والثالثة 2000كم2 أي: ما يساوي ثلاثة أضعاف دولة البحرين أو سنغافورة،

img_3589

img_3591 img_3592

img_3590

img_3588

و أنا طفل كنت أحب حديقة الحيوانات ولعب الكوره مع أصدقائي أولاد الجيران في ساحة الحاره حيث الأولاد مع بعضهم والبنات مع بعضهم حيث كانت هذه الساحة مثل الملعب الكبير الذي تكون فيه جميع الألعاب فهناك من يلعب الكعابه و المصاقيل ومن يلعب بالصور ” العكوس ” وهناك من يلعب عظيم سرى و لعبة” طاق طاق طاقيه ،رن رن يا جرس” ولعبة “شد الحبل “وحده وحدة ” ولعبة “الدنانة” و “سبع الحجر” و “المغبا” و “أم ثلاث” و “أم تسع” ولعبة “النبّاطه” و “الدوامه” و “الدريفه” أما ألعاب البنات فهي “الخطة” و “حدرجا بدرجا” و “الدبق” و “فتحي يا وردة” و “الصقل أو المصاقيل” و “الطبة” و “آه يابطيني” و “صبحكم بالخير يالعمال العمالية وهناك من يصنع من الصندوق الخشبي للشاي ألعاب مثل سياره أو شيول أو شاحنه ومن يصنع من مطاط الكفر ” الأستك” نباطه وكنت أحب في المدرسة المكتبة حيث القصص إصدار المكتبة الخضراء مثل قصة السندريلا وليلى والذئب وحاتم الطائي وغيرها من القصص الكثيرة حيث شجعتني على قراءة بعض الروايات في صغري،  وكنت أحب عمل الصحف في الفصل وفناء المدرسة، وكنت أحب الرسم والخط  وأحب المسرح والإذاعة المدرسية، وكنت أربي حمام وأحب مداعبته، وكنت أحب الجلوس أحيانا في حديقة الفوطه وبالقرب من برج الرياض  للمياه للمذاكره وهي أقدم حديقة في مدينة الرياض حيث افتتحت عام 1377هـ

img_3577

،حيث كان يذاكر فيها غالبية الطلاب، وكنت أنظر أحيانا لبعض البيوت الطينية من الداخل والخارج التي في الحارات و مابها من أعمدة وأقواس حيث تأسرني بجمالها المعماري و الزخارف التي بالجص

img_3579

img_3581 img_3586

img_3580 img_3584img_3582
مرت سنوات ، وتغيرت طباعي و حياتي، فصرت أرتاد أماكن أخرى حيث أقضي بها الوقت طويلاً في المزرعة وصعود الجبال التي حولها وآخذ ساعات مشي طويلة ثم أجلس في الغار وأتأمل في خشوع و سعادة ،وأحياناً أنام حينما تكون النسمات عليله ،أو في الذهاب في رحلات برية ” كشته” أو أحيانا أكون جالس حول البحر إذا زرت المنطقة الشرقية حيث أذهب لشاطئ نصف القمر والخبر أو للمنطقة الغربية حيث جده وينبع  لأجل الجلوس عند البحر وحينما كبرت أصبحت أحيانا أسافر لخارج المملكة و أذهب للأماكن المطلة على النهر أو البحر أو الأماكن التي بها طبيعة خلابة،ولكن لازلت حينما أذهب إلى سوق المقيبره وسوق الزل والديره وسويقه أشعر بالحنين لها وأحب أن أشتري بعض أغراضي منها مثل البشت والغتر والشماغ والشال والمعاطف والبخور ودهن العود والخواتم وغيرها،كما أحن للحارات القديمة مثل الدحو و معكال وسكيرينه والحبونيه والقرينه وصياح والطويلعه ،وحي دخنه الذي كان يتوسط مدينة الرياض ويوجد به مجمع رباط الأخوان مازلت أعشق  هذه الأماكن، و لكني لم أعد أجد الوقت في غالب الأحيان لزيارتها، وكذلك لأن أهلها قد نزحوا منها وأصبحت سكنا للأجانب ،لذلك أحب القيام إذا سنحت فرصه بزيارة هذه الأحياء التي قد سكنا فيها مثل الدحو ومعكال والحبونية والقرينه وزيارة مزرعتنا حيث ترسخ فيني الإحساس بالإنتماء و تزكي فيني ألفة المكان وأشم من خلالها عبق الماضي الجميل، كم أحب هذه المدينة التي شهدت ولادتي وأحلام طفولتي وعنفوان شبابي ،كم أحب هذه المدينة التي شهدت نموي ثم إنكساري ثم أخيراً نجاحي، كم أحب معشوقتي الرياض فمهما ذهبت لأجمل دول العالم وتأخرت عنها، فإني أشتاق لها كثيراً ولا أرتاح حتى أعود لها وأنزل في مطارها ، ولولا الحياء لقبلت أرضها.
خاطرة
قلبي تولّع بالرياض .. حب ورثته من الجدود
يا صفحة ناصعة البياض .. زرعتي الصحرا ورود
يا نجد يا أرضي وسماي .. يعجز عن الوصف اللسان
الحب مالي فيه رأي .. وما أظن لي غيرك مكان
كلمات: الأمير سعود بن عبدالله

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …