عزلتنا في عتمة الليل

في عزلتنا عند عتمة الليل ، نحن نحتاج للجلوس والسماع إلى حديث أنفسنا، لأجل الهدوء والتفكير بعمق الذي ننشده لتصفية أفكارنا و تصحيح أخطائنا، ونتأمل فيه على قدرتنا و على ما عانيناه وتجاوزناه من محن، و في عتمة الليل مع إرتفاع صيحات النفس اللوامة بداخلنا، حيث يعلو صوت المنطق أكثر حين مراجعتنا لأنفسنا، و في عزلتنا بعتمة الليل نختلس لحظات مع الله بالصلاة والدعوات وقراءة ماتيسر من القرآن بتمعن ،والتي بذلك نشعر فيها بأننا ملوكا على أنفسنا، و في عتمة الليل نصحح بما مر علينا من ساعات النهار، وما قد عملته فينا الأحداث، و في عتمة الليل نحن نصبح أقوى حين نواجه نقاط ضعفنا و نقرر السيطرة عليها،و في عتمة الليل يصبح حديثنا أقوى وأصدق حين نحتفظ بأسرارنا و عالمنا إلى أنفسنا ولا نبوح به لغيرنا،و لا يسمع بنجوانا سوى الله ثم نحن وأنفسنا فتلك العتمة المظلمة منحتنا القوة والنور لإنها تجعلنا نراجع حساباتنا ، لذلك نحن نحتاج دوما لأن نفكر في عتمة الليل لنقوي أنفسنا، لذلك هذا هو الصراع الداخلي الذي نعيشه ما بين العتمة والنور فالنفس اللوامة قد ذكرها الله في كتابه حينما قال” لا أقسم بيوم القيامة،ولا أقسم بالنفس اللوامة” فعندما نراجع حساباتنا ونصحح أخطائنا ونصبح للأفضل تتحول النفس من لوامة إلى مطمئنة لقوله تعالى { الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ، ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.
سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …

اترك تعليقاً