البعض يقول لي لماذا تتعب نفسك و تكتب هل تريد الشهرة؟! فالناس مشغولة في دنياها لأن رتم الحياة سريع ولا أحد سيهتم بما تكتبه لأن الغالبية لا تقرأ،وغالبيتهم قد ترك الكتب والصحف، فالأفضل لك البحث عن مجال آخر للشهرة !،وأقول لهؤلاء أنا أكتب لكي أتنفس ،والكتابة بالنسبة لي أوكسجين لكي أشعر بأني على قيد الحياة، فأنا لا أكتب لأجل الشهرة أو لأجل المال أو لزيادة المتابعين لي في مواقع التواصل الاجتماعي، أو بحثاً عن المزيد من القراء ، فأنا أكتب لكي أستمتع و أكون سعيداً فقط ،حتى و إن كتبت بعض القصص والخواطر المروعة أو الحزينة، فقلمي حينما يكتب فهو منفذ لما يأمر به القلب ، فالقلب هو الكاتب لأن به مشاعر الإيمان الحب والوفاء والأمل والتأمل والغضب والكبرياء والسعادة والحزن والتسامح والرحمة ، فيستخرج القلب كل مالديه من مشاعر وأفكار لكي يترجمها القلم ويضعها في صيغة موضوع خواطر أو قصة أو رواية على الورق أو في كتاب،فالقلب هو الآمر الناهي الذي يأمر القلم ويجعله يقوم بما يريد، و أما العقل فيقتصر دوره على المصحح للأخطاء الأملائية فقط التي تحدث في كل موضوع أكتبه، حتى لو قد صححت ما أكتبه مئات المرات،لذلك فالقلب يأتمر بالروح ولكنه هو الملك على القلم و العقل، و من القلب كل شيء، لذلك كل ماتراه في رواية أو كتاب أو مقال أو قصة أو خاطرة من قلم الكاتب، ماهو إلا جزء من مايشعر به القلب في وقت معين، و ما يريد الوصول إليه، لذلك فالقلب أولاً وأخيراً هو سبب الكتابة،نعم لدي خواطر و تجارب وقصص أريد كتابتها لكم، لكن هذه الخواطر والقصص والتجارب لايصبح لها أي قيمة، إذا لم تخرج من القلب نفسه, لأنها عندما تخرج من القلب تصل لقلوبكم وقلوب الآخرين ، لأنها تكون أصدق وأجمل لأنه المصدر الرئيسي لإحساس الكاتب أو الشاعر، ومن هذا المنبع يصل لكم أعزائي الكرام قصصي وتجاربي وتجارب الآخرين من الفشل والنجاح ومعاناتهم، لأنني أترجم لكم هذه الأمور التي حدثت ،من خلال حروف وكلمات قد تكون بسيطة ،و في بعض الأحيان مؤلمة أو غريبة أو عميقة ، ولكن لها معنى صادق وجميل ، لذلك أكون فخوراً جداً عندما أرى ماكتبته قد لقى صدى كبيراً يشاد به، سواء في داخل السعوديه أو خارجها عن طريق السوشيل ميديا أو في الصحف أو بالمدونة أو حينما أضع ماقد كتبته في كتاب ،و لكن هذا الشعور بالفخر ليس مهماً لي في أغلب الأحيان لأنني أكون سعيداً بالكتابة لذاتها،لذلك الكتابة نفسها هي المتعة الحقيقية لي لأنها المصدر الرئيسي لسعادة قلبي ،لأنها تجعل روحي تحلق عالياً في أعالي السماء، و هي رصد لمشاعري وخواطري لكي تبقى لي بصمة في الحياة، ليتذكرها الناس من بعد رحيلي عن هذه الحياة،ولهذا السبب سـأستمر في الكتابة.
سلمان محمد البحيري
شاهد أيضاً
حكاية باب!
لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة لتحديد ملامحي النهائية. كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …