Man reading book in park, sitting under a tree. Relaxing outdoors reading.

كيف نشحن أنفسنا بالطاقة الإيجابية؟!

سبحان الله في كل سنة جديدة غالباً ،يحدث تغيراً في حياة أي شخص منا كموت عزيز ، أو فراق حبيب أو ترك للعمل أو الانتقال من حي لحي، أو الإنتقال من مدينة لمدينة أو السفر لدولة لأجل الدراسة أو العمل أو السياحة أو الزواج أو الطلاق أو مرض، أو حتى أشياء سعيدة كالقبول في جامعة أو التخرج منها ، أو إفتتاح مؤسسه أو شركة جديدة،أو النجاح في مشروع خاص أو ترقية في الوظيفة كلها تغييرات جذرية سعينا وراءها أو لم نسع، لكنها تحدُث ويترتب عليها الكثير من التغييرات النفسية والعاطفية والمادية معها، وأحياناً تنقلِب حياتنا رأساً على عقب، لذلك هناك أمور مهمه تساعدنا على تخطي هذه التغيرات في حياتنا سواء كانت سعيدة أو حزينة ولكي يتم إحتواؤها حتى لاتؤثر علينا وترهقنا ،ولأجل أن نحصل على أقصى قدرٍ ممكن من الطاقة الإيجابية فنحن بحاجة إلى تطبيقها لأجل التعافي في كل جوانِب الحياة” الروحية والعقلية والعاطفية والجسدية”حتى يتسنى لنا مقاومة ضغوط الحياة، ولتفريغ المشاعر السيئة، ولاستعادة طاقتنا، والتي سيتضاعف مفعولها وتزيد نتائجها إذا أردنا شحن طاقتنا وتنظيف أرواحنا من التوتر ولزيادة التركيز تأتي في أمور وهي :-

1-الغذاء الروحي:

الصلاة غذاء للروح وهي عنصر مهم لشحن الروح بالطاقة فلا شيء أجمل من الصلاة، لأنك تتحدث مع الله، حتى تشعر الروح بالأمان مهما حدث، وأن هناك رب يحميها ويتولاها ويُطمئنها، بأنها ليست وحيدة.

2-الغذاء الفكري:

وذلك عن طريق التأمل مع التنفس العميق الهادئ في وضعية الإسترخاء لها مفعول السحر على العقل والروح والقلب، فهو يزيل التوتر والتشتت وكل الغيوم الكئيبة، فيُصبح التفكير صافياً ويصبح البال مرتاحاً والنوم أعمق ، والقراءة كذلك تأخُذ عقولنا لعوالم أُخرى في أزمنة مختلفة وأماكن لم نرها من قبل ،وتجعلنا القراءة نسبح في عالم عظيم آخر مما يجعل عقولنا تأخُذ القليل من الراحة، كما أن المشي على شاطئ النهر أو البحر أو في رؤية المساحات الخضراء مثل المزارع أو في البرية في وقت الربيع وكذلك المشي في الحدائق الواسعة والأشجار وعلى البساط المُمتد على مدى البصر تحت الشمس الدافئة، بالنسبة لي زيارة قرية أومزرعة تصنعُ فرقاً هائلاً في قلبي ومشاعري وترتيب لأفكاري، حيث الهدوء هناك والبساطة ورائحة الزرع وأصوات الطيور، وصوت خرير الماء بعد المطر والرياح الخفيفة التي تجعل للأشجار والنخيل حفيفاً ،كُلها مُهدئات لا نظير لقوتها وسِحرها، لذلك عند الشعور بالمجهود الذهني بسبب العمل أو ضغوط الحياة توقف فوراً عن ماتقوم به ، وأبحث عن ماذكرته  سابقاً او على الأقل شاهد فيلماً رومانسياً أو كوميدياً أو من الخيال العلمي عن طريق مواقع الأفلام ، أو الشروع في عمل طبخة أنت تحبها، والمقصود هو أنك تقوم بأنشطة مُعاكسة ُبسبب الإجهاد لتغيير الروتين القاتل.

3-الغذاء الجسدي :

حاول النوم العميق في الإجازة الأسبوعية لساعات دون ضبط للمُنبّه في يوم واحد على الأقل، لكي يتم إشباع كل خلاياك المُتعبة وإراحة جسدك من جهد العمل طيلة أيام الأسبوع الماضية، فنحن نحتاج لقلب الروتين قليلاً لإحداث التوازن، النظام المُستمر مُرهق كما تفعل الفوضى الدائمة، وكذلك يجب ممارسة الرياضة ولو كان حتى مشي كل يوم نص ساعة فهذا مفيد للجسد.

4-الغذاء العاطفي:

وهو أن يتم في ألأسبوع الخروج مع العائلة أو الأصدقاء في نزهه لأجل تغيير الرتم اليومي لأجل الاستمتاع بالحديث والضحك معهم ونستمع لتجاربهم ولقصصهم، فإن لها مفعول السحر على أنفسنا، للتنفيس عن مشاعرنا ونشعر بالحب والأمان، أو زيارة قريب لك أو مكالمة صديق لم تتواصل معه منذ فترة طويلة، أو من خلال سفرة قصيرة بمفردك إذا كُنت تنشد البقاء وحيداً، أو زيارة الحارة أو قريتك أو المدينة التي قد تربيت فيها صغيراً، فإنه يجعل قلبك ينتعش وينسى كل آلامه فهذه الأمور تصنعُ فرقاً هائلاً لشحننا بالطاقة الإيجابية وفلترة عقولنا لكي نعود بكل عزم وجمال، والمطلوب منك فقط الاسترخاء مابين فترة وفترة، والإستمتاع حتى بالأشياء البسيطة في الحياة،لكي يتحرر قلبك وعقلك من القيود،وستجد بعد ذلك بأن العالم قد أصبح أجمل.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …