عندما أنقع جسدي في المساء بحمام جاكوزي دافئ هو لأسترخي وأريح أعصابي ولأغسل عني همومي قبل بدني من بعد عناء يوم طويل،و لكي أنزع عني ثياب الحزن، ولأجلي الرواسب التي بعقلي وقلبي ،وأشعر بأن متاعبي و مخاوفي تطفو في الماء الساخن ،ثم تذهب مع البخار المتصاعد،ثم بعد ذلك أسبح بعيداً في الخيال و أتذكر وجوه قد مرت علي في حياتي،ووجوه أخرى قد توارت بعيداً بدون سبب وأتذكر أيضا بيوت وشوارع عبرتها في حارات ومدن بعيدة،وأتذكر لحظات قد تألمت بها و لحظات قد كانت سعيدة فأظل أتذكر مرة تلو المرة وأغوص في أعماقي ثم بعد ساعة أشعربأنني قد هدأت كثيراً،لأني أشعر بأني خفيفاً من الأعياء والأعباء بعد ذلك ألبس روب الحمام وأخرج لغرفتي مرتاحاً وأنشف جسمي وألبس روب النوم ثم أتوجه لفراشي الدافئ وماهي إلا للحظات،حتى أستسلم للنوم كطفل غرير.
سلمان محمد البحيري