حمامي الدافئ

عندما أنقع جسدي في المساء بحمام جاكوزي دافئ هو لأسترخي وأريح أعصابي ولأغسل عني همومي قبل بدني من بعد عناء يوم طويل،و لكي أنزع عني ثياب الحزن، ولأجلي الرواسب التي بعقلي وقلبي ،وأشعر بأن متاعبي و مخاوفي تطفو في الماء الساخن ،ثم تذهب مع البخار المتصاعد،ثم بعد ذلك أسبح بعيداً في الخيال و أتذكر وجوه قد مرت علي في حياتي،ووجوه أخرى قد توارت بعيداً بدون سبب وأتذكر أيضا بيوت وشوارع عبرتها في حارات ومدن بعيدة،وأتذكر لحظات قد تألمت بها و لحظات قد كانت سعيدة فأظل أتذكر مرة تلو المرة وأغوص في أعماقي ثم بعد ساعة أشعربأنني قد هدأت كثيراً،لأني أشعر بأني خفيفاً من الأعياء والأعباء بعد ذلك ألبس روب الحمام وأخرج لغرفتي مرتاحاً وأنشف جسمي وألبس روب النوم ثم أتوجه لفراشي الدافئ وماهي إلا للحظات،حتى أستسلم للنوم كطفل غرير.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …