قبل الرحيل

هي كانت صديقتي في كل الأوقات وعاشت معي أروع الأيام ،إن أحسست بالحزن أسير متثاقلة إليها لأبكي عندما أمسك مقودها وأبدأ بقيادتها فينقشع الحزن بالدموع، ثم ما إن أصل إلى صديقي البحر لأخبره عما يجول في خاطري حتى أنسى وأرمي ما أحزنني لأقود سيارتي في طريق العودة وكأنما شعور جديد بالفرح ينتابني .
وكلما كنت أطير من البهجة أركض إليها لتستقبلني بهدوء وتخبرني بأنها معي وتأخذني إلى أي مكان أريد مطيعة لإرادتي بالوصول إلى أماكني المفضلة .
هكذا كنت أعيش مع سيارتي التي كنت أناديها من بعيد بمفتاحها لأجدها في عتمة الليل بين الكثيرات من زميلاتها وكيف كنت أتوه عنها وتستمر عملية البحث بين الصفوف المتراصة في كل مكان، هذا ما يحدث معنا نحن من نعتبرها وسيلة نقل ورفاهية إلا أنها بالنسبة لي أكثر من ذلك فلقد ارتبط وجودها معي بذكريات كثيرة وعاشت تقلبات مزاجي المختلفة لأجد نفسي مثل الكثيرين ممن يتعايشون مع مرور الوقت مع الآلات كالهواتف النقالة أو المركبات التي تصبح وكأنها نابضة بروحهم، ولقد دفعني لكتابة هذه الكلمات اشتياقي لسيارتي التي كانت صديقتي المقربة وبيتي الهادئ المتنقل الذي كان يعبق كل صباح برائحة قهوتي . . وكان مكاني الرائع لاحتساء فنجان من الشاي المسائي في أجواء الشتاء الرائعة وختاماً وداعاً سيارتي العزيزة على أمل اللقاء بصديقة جديدة ترافقني بكل أوقاتي .
الكاتبه/ رغد حمو ليلى

About سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

Check Also

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …