لكي أكون سعيداً

حينما تأملت في السعادة وجدتها في الرضا والاستمتاع بالأشياء البسيطة، وأنه علي بأن أسعد نفسي وأكون متسامحاً وأن ألتمس للناس العذر ولا أحملها مالا تحتمل ،وأن أكون ممتناً حين تستمتع حواسي في حدود مايرضي الله، فمثلا أحاول بأن أطلق لبصري التمتع بالنظر بكل اللذائذ والألوان والصور،وأمتع حاسة الشم لدي بشم كل شيء جميل مثل نسيم الصباح ورائحة الورد والبخور والقهوة ونارحطب السمر وندى المطر والرمث والخزامى، وأمتع سمعي بصوت موسيقى الطبيعة مثل صوت المطر والرياح وصوت أمواج البحر وحفيف الأشجار والنخيل وصوت الموسيقى الهادئة من خلال التأمل فيها، وأمتع عقلي بتطوير فكري من خلال القراءة والكتابة و بالتأمل في السماء والأرض وهذا الكون الفسيح ،وأمتع روحي بالقرب من الله لكي تكون خفيفة وشفافة  لذلك أحاول بأن أكون دائما ممتناً لله حامدا شاكراً له،لكي تبقى حياتي دافئة وجميلة فأنا مثلاً ممتن له عندما أستيقظ مبكراً فجراً لكي أصلي و لأن الله قد منحني الحياة ليوم جديد، لذلك أكون مستمتعاً بالصباح لأني أعتبر نفسي مولوداً جديداً، ثم أتوجه بعد ذلك للمشي والاستمتاع بهواء الصباح ودفء شمسه،وكذلك أستمتع حينما أذهب للمكتب وأنجز عملي وأخدم البعض من لهم معاملات عندي وأكون سعيداً حينما أساعدهم،وهذا يشعرني بأن حياتي لها قيمة وجيدة، كما أستمتع حينما أشرب قهوتي بعد إنجاز العمل ومكافأة نفسي بالقراءة ثم الكتابة والمحاورة مع أصدقاء العمل والضحك والتحدث معهم ، وحينما أعود للمنزل عصراً أجد بأن أحد البنات قد أعدت لي الغداء من خلال أكلة بسيطة فهي تسعدني فليس المهم رز و سمك أو لحم أو دجاج فأنا تقنعني شوربه أو مكرونه أو مرقة خضار أوحتى ساندوتش أو صحن سلطة والحمد لله ،كما يسعدني بأن طاولة الطعام قد اتسخت بعد الوجبة التي اجتمعنا عليها مع أسرتي ويكفيني بأن أراهم من حولي سعيدين ، وقد اجتمعنا سوية حول المائدة ثم أستمتع بأخذ حمام دافئ في الجاكوزي أو الدش العادي والذهاب للسرير للاسترخاء بعد يوم حافل بالعمل، وجعلني أشعر بقمة الإرهاق فهذا يشعرني بالسعادة حيث يذكرني بأني لازلت على قيد الحياة وأعمل ولديّ مايُشغلني ،وأستمتع أيضاً حينما أكتب مع  سماع الموسيقى الكلاسيكية الهادئة ، كما أستمتع مساء بمشاهدة فيلم رومانسي أو أكشن أو فيلم عن الخيال العلمي أو فيلم وثائقي يضيف لمعلوماتي أشياء أنا كنت أجهلها ،كما أستمتع بيوم الجمعة بملاعبة حفيدتاي شهد ونايا وأستمتع بالجلوس في مكتبتي، ثم أبدأ الانشغال في تكملة مسودة كتابي حتى أستطيع أن أتمكن بأن أخطو خطوة واحدة نحو النجاح بعمل واجتهاد وصبر، وبرغم شعوري بثقل المسؤولية وتخط للكثير من المصاعب بفضل الله ثم بفضل مشورة أشخاص في حياتي من حولي أحبهم أصبحت أشعر بأن عقلي قد نضج بعد عدة تجارب كانت قاسية،وأصبحت خبيراً ومرناً في بعض الأمور التي تستدعي ذلك، وأستمتع كذلك حينما أسافر لعالم جديد، وأكون فيه غريباً لفترة من الزمن لأنني أحاول بأن أستكشفه حينما أكون منقطعاً في السفر عن الأنترنت والجوال ،لأكون أكثر هدوءاً وبصيرة ،ويتيح لي كثرة التواصل البشري والطبيعي وأستمتع حينما أقوم بتمارين رياضية ومشي حتى أكسب قواماً جميلاً وأعضاء تتحرك بسلاسة وقوة ،كما أسعد باتصالات بعض الأصدقاء وبعض الذين لاأعرفهم من خلال الرسائل في مواقع التواصل الاجتماعي، لأجل مساعدتهم في طرح قضيتهم أو لطلب المشورة ويسعدني لأنهم يثقون فيني ويهمهم أمري ورأيي فلذلك أشعر بالامتنان، فالامتنان مشاعر تجلب لنا السعادة مهما كنّا في قعر الحزن والامتنان يجعلنا نفهم مشاكِلنا سواء كانت صغيرةً أم كبيرة، والامتنان هو حمد لله وشكره والرضا بما كتبه وهو بذلك يجعلك مرتاح البال وحياً، ويُبقي روحك جميلة راضية قنوعة ،وفي نفس الوقت سعيدة وطموحة.     


سلمان محمد البحيري 

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …