كدت أن أهجر القلم

مرت علي في الفترة الماضية ظروف وصدمات مؤلمة لاتخطر على بال وصرت كأني أعيش في ظلام دامس،لا أرى الطريق وكانت تأتيني متتالية تجعل من الحليم حيران ، جعلتني أهجر صديقي القلم الذي كنت أفضفض له عما يجيش في خاطري والسبب هو الذهول ، والعيش في دوامة من الأفكار العميقة المتضاربة وهواجس النفس المتألمة والمخذولة والمجروحة ، لقد حاولت جاهداً إخفاء ذلك عن الأشخاص المقربين مني بذلك حتى لا أجعلهم يقلقوا ويتألموا مثلي ، وأن لا أكتب عنها وبذلت أقصى جهدي لأتجنب ذلك،ومسكت أعصابي كي لا أنفجر وأخذت أفكر لماذا حدث معي ذلك؟! ولماذا عاملوني بهذه الطريقة الهمجية وأخذت أبحث عن الأسباب، هل أخطأت أو قصرت في حقهم فلم أجد جواباً عن ذلك ،أم أن ذلك يحدث حتى مع البشر جميعهم ،هل هو ضعف مني أم أنه الإستسلام المطلق لما يحدث لي ،ورحت أهرول في الطرق كالتائه هنا وهناك لأبحث عن الحقيقة ، ولم أشعر بأن الأحداث تسرقني وتجذبني إلى تحت في الأعماق وأنا لا أشعر، كما الدوامة لكي أغرق ثم شعرت بأن أمواج الدوامة بعد أن سحبتني لأسفل أخذت ترفعني للأعلى تدريجياً ولكن ببطئ ثم أصبحت مرة أخرى خارج أمواجها،حتى أنهكتني وقذفتني بي لشاطئ الأمان ،وبدأت تقبل حقيقة ماجرى لي نعم صمدت حينما أدركت بأنه إبتلاء من الله ليختبر إيماني وصبري، كما أبتلي الأنبياء وقلت في نفسي من أنا بجانب هؤلاء والحمد لله بعد فترة من الحلم وضبط النفس عبرت تلك الصعوبات،التي كانت تحيط بي من كل صوب، وتخطيت أسوار العزلة والوحدة صحيح أنها كانت قاسية جداً ولكني كنت قريباً فيها من الله عن أي وقت مضى ، ثم جازفت بكل شيء وتخليت عن كثير ممن كنت أظن أنني أعرفهم ويحبوني لأنهم قد آذوني وخذلوني بدون ذنب، حتى أني تخليت عن نفسي السابقة، وتغيرت وأصبحت أركز على القوة الإيجابية الكامنة في نفسي الجديدة ،وأصبحت أشعر بأنني سأعيش حياة جديدة وقد بدأت أشعر بتحسن رويداً رويداً حتى بدأت تتضح أمامي الأمور وبدأت أبصر ملامح الطريق الذي سلكت ،لقد آتت بمفعولها السحري ، واثمرت بتغيرات لم تخطر لي على البال،أسعدني ما قد حصل وقررت بأنه إذا أردت الإستمرار في هذا الطريق ،فإنه علي نسيان ماقد حدث لي وبل شكر هؤلاء الذين آلموني لأنهم قد أخرجوا أجمل مافيني،وجعلوني على ماأنا عليه الآن،وبذلت مافي وسعي وأستطعت بعد جهد جهيد،أن أقلل من شأن تلك الأحداث التي وقعت لي برغم أن لها ندوب عميقة في النفس، لذلك قررت الرحيل عن هؤلاء وحملت أمتعتي،وبدأت أهتم بنفسي كثيراً وأعطيها الأولوية واحاول أن أمنحها الثقة وأتغير للأفضل لتكون للأفضل ثم بدأت بنسيان كل شيء يتعلق بذاك الماضي وأهتم بمن يحبونني و وقفوا بجانبي ولم يتخلوا عني فأصبحت أشعر بأن روحي قد أصبحت مثل الأرض الخصبة التي سقاها الله بالمطر ثم تعاهدتها بالسقيا والإهتمام بطاعة الله و التعلم من خلال القراءة والثقافة وبالتفاؤل وبالأمل والتغيير للأفضل،ورأيت أن بعض البراعم قد بدأت تكبر ويشتد عودها،وتتفتح أزهارها ثم بعد ذلك أينعت وأصبحت زينة للناظرين و أنا اليوم أقطف الثمار،كل ذلك متمثل في تلك الحياة الجديدة ، التي حولها الله لي لمنحه بعدما كانت محنة شديده،ثم عدت للقلم أكتب وبعد فترة قريبه سأطرح أول كتاب لي إن شاء الله وتعلمت بأن الصبر واليقين في الله يأتي بالخير الكثير في الدنيا والآخرة.
سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …