مافائدة القلم؟!

القلم ليس مجرد أداة من حبر سائل أو ناشف أو من الرصاص بل هو وسيط أو إذا شئتم قولوا مترجم مابين القلب والورق فالقلم مشاعر من الإيمان والأمل والحب والسعادة والحزن والغضب والتفاؤل، إنه إحساس مرهف و روح شفافة وواضحة لمسات وهمسات وأهداف منشودة، لذلك حبره هو مشاعرنا أداة لأحاسيسنا، في مسكته شفافيتنا ووضوحنا، في تنقله على الورق تظهر أثار لمساتنا وهمساتنا وأهدافنا وذلك حينما نحتضنه بين ثنايا أناملنا ؟؟! فمسكة القلم تعني الشيء الكثير، فالله سبحانه قد أقسم بالقلم فقال” ن والقلم ومايسطرون ،،” فهو يدون عن هذه الحياة احزانها وافراحها بألمها وراحتها وعلمها وتطورها وثقافتها ورفاهيتها، هو يترك أثره على الصفحات وينثر خلفه الأحلام والأماني الوردية والأوجاع الدنيوية والأمال المستقبلية، ويرصد نبض مشاعرنا وأحاسيسنا ويتحرك بجمال وإنسيابية ورومانسية كالعازف الماهر على البيانو، ناشراً لحنا عذباً كلاسيكياً ،فالقلم جمال وهيبه وقيمة، لا يعرف ذلك إلا من يعرف ماهو القلم وكيف يحترم القلم وكيف يقدر القلم ،فإحترامه يعني إحترام مشاعر الآخرين وذلك بأن لانجعله أداة للكراهية والتجريح والقسوة، ولكن يجب أن نعطي له المجال في حرية التعبير لكي ننشر العلم والمحبة والسلام والوعي والفضيلة ونرتقي بالفكر، وتقديره يعني تقديراً لإبداع الآخرين بما يسطرون من روائع ولمسات روحية والاثناء عليهم ،وإعطائهم الفرصة وليس بمصادرة رأيهم وتكميم أفواهم وقمعهم، فهل عرفتم الآن ما هي فائدة القلم؟!!!.
سلمان محمد البحيري

About سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

Check Also

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …