قد إشتقت لكم،في الفترة الأخيرة من خلال التواصل معكم بما أريد من خلال المدونة بدلاً من الجريدة التي أصبحت مقالاتي فيها مؤخراً ممنوعة من النشر ولا أدري ما السبب في مصادرة رأيي، برغم أن كتاباتي تكون دفاعاً عن الثوابت الدينية والوطنية والعربية ومدافعة عن حقوق الآخرين ،ولكن أقول رب ضارة نافعة فقد أصبح لدي متابعين كثير على المدونة حتى من القراء الأجانب حيث لاحظت ذلك في بعض التعليقات على المقالات التي في المدونة، لأن مدونتي في إعداداتها تكون مترجمة لعدة لغات، لذلك قررت بأن لا أخاطب أي جريدة ورقية أو الكترونية عن مقالاتي ،فمن يريدني أكتب لديه في صحيفته فليتواصل معي ،وفي هذه الشهور صارت كتاباتي غزيرة لأنه قد أصبح لدي بعض من الساعات في اليوم ،حيث أقضيها في القراءة والكتابة بهدوء وبدون إنقطاع،كما أن هناك أيضاً أشخاص قد أخرجتهم من حياتي لأني إكتشفت بأنهم يجلبون لي الطاقات السلبية في حياتي، واتضح لي بأني كنت مخدوعاً فيهم لفترة طويلة ، كما خلال هذه الفترة قد حققت نجاحات شخصية قد غيرت مجرى حياتي ، وقد شاهدت أماكن جديدة أول مرة أراها، وأصبح لدي صلاحيات أكبر في العمل ، وزملاء عمل أجمل، كما أنني فُقدت عزيزاً على قلبي حيث قد هاجر لأمريكا ،وقد أنشغلت في بحر من القراءة والكتابة بعدما قررت التخلي عن الماضي تماماً وتنظيف بقاياه من داخلي للأبد بمشاعر جديدة من الأمل والتأمل و الحب والثقافة والنور والتمتع بجمال الحياة التي أخذت تملأ قلبي وروحي وفكري ، وتحديات لاحظتها قد أظهرت جوانب من شخصيتي لم أتوقع أبداً وجودها، لذلك فالكثير من الأحداث قد تحدث للشخص في شهرين أو ثلاثة، حيث تشهد تغييراتِ جذريّة كبيرة تُرسم على حياتك إذا كنت حقاً مُستعِداً لها، وحتى لو لم تكن كذلك، لذلك فحياتي خلال هذه الفترة كانت مليئة بالمفاجأت،كانت فترة مليئة بكل المُتناقِضات التي يمكن أن تحملها الحياة لي دون سابق إنذار،أحياناً كنت أشعر بعقلي سينفجر من كثرة التفكير والعمل و صرت لا أهنئ بالنوم من فرط الإرهاق،أو رُبما من فرط الحماس والهواجيس والتي لا تهدأ حتى أفرغها بالقرأة وبالكتابة على الورق حتى لا تمتص طاقتي، أعترف بأن التغيير في حياتي كان مُتعباً ومُستنفزاً للمشاعر والجهد، لكنه رائع ويملئ روحي بالكبرياء والشموخ وبالأدرنالين فينتج عن ذلك الخواطر والقصص والمقالات الجيدة التي أقدمها لكم على فترات.
سلمان محمد البحيري
شاهد أيضاً
حكاية باب!
لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة لتحديد ملامحي النهائية. كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …