يقول لي البعض لماذا تكتب عن الأحاسيس و المشاعر فهذا عيب وفضيحة !!!وفي الحقيقة أنا لم أختر الكتابة عن ذلك، ولكن ماأشعر به أجد قلمي يكتب عنه،و في الحقيقة أنا أكتب لكي أشعر بأني أتنفس وأشعر بالحياة وبالحرية ، وأكتب لكي يكون لي جناحان أحلق بهما هناك عالياً، أكتب عن قصص وخواطر الآخرين التي أعرف ولأكتشف ماذا يشعرون وهل نحن متشابهون في معاناتنا ،ولماذا نفعل ذلك في بعضنا ولأنفسنا ؟!،الكتابة تُشعرني كما لو كنت في حالة حب، لدي القدرة بأن أتقمص الشخصيات التي أكتب عنها، حتى أُصبح كأنني هم ولا أخفي عليكم فبعض الأحيان أشعر بالألم عندما أكتب عن قصصهم وتدمع عيناي ،وثم أشعر بإرهاق كأنني قد قمت بمجهود شاق جداً،فأفقد كل احساسي بالواقع الخاص بي لفترة عندما أشرع في ذلك،الأمر بالنسبة لي مرهق وفي نفس الوقت ممتع كما لوكنت أمشي لعدة أميال طويلة وبعدها أكون متعباً جداً وبعد ذلك أرتاح ذلك الإحساس الذي أشعر به عندما أنتهي،وأنا لاأكتب لأفضح نفسي أو أفضح هؤلاء الناس على أساس أنهم ضعفاء أو أغبياء ولا أكتب لأجل أنهم ضحايا، ولكني أكتب عنهم لأنهم يقعون تحت واقع قاسي جداً ومؤلم، ولأنهم أبطال قد صمدوا و تجاوزوا هذا الواقع الأليم و لم يستسلموا.
سلمان محمد البحيري
شاهد أيضاً
حكاية باب!
لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة لتحديد ملامحي النهائية. كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …