هل لديك قائمة أولويات لحياتك؟!

في طريقي للعمل صباحاً مررت بجانب محل القهوة وشممت رائحتها حيث كانت قوية ممتزجة بنسيم الصباح الرطيب مع صباح هادئ و جو شبه غائم،فلم أقاوم ومررت من عند نافذة محل القهوة وطلبت لي كوب قهوة ايطالية لاتيه لكي ينعش يومي ،فالقهوة تكون ملهمة لي في القراءة والكتابة فهي مع الكتابة خاصة شيء أساسي وأحبه كما أحب الكِتابة وأعتبرها شيئاً أساسياً أحبه كثيرا ، بحيث إني أريد أن أكتب كل يوم صباحاً أو مساءً وأحاول أن أضع نفسي في هذا التحدي لأكتُب كل يوم، فأفتح صفحة فارغة وأبدأ بعصِرُ  فكري للخروج بفكرة ما، حتى وإن كانت ضعيفة، وأُحاول وضعها في جُمل مفيدة مهما كانت صغيرة، ولكن الإلهام أحياناً يخذلني فلايكون لدي إلهام وأحيانا أقرأ بعض الكتب والروايات وأشاهد القصائد والصور والأغاني والأفلام للبحث عن إلهام، ولكني أكتشفت بأن أجمل الإلهامات تأتي من خِبرات سابقة، من سفر او رحلة أو قصة قد حدثت لي أو قصص لأشخاص أحبهم أو سمعت عنهم ، لذلك أفضل كلمات كتبتها هي التي شعرت فيها أنني أكتب لنفسي وكأن أحداً لن يقرأها إلا فقط روحي وقلبي، هي تكون جميلة حتى برغم وجود أخطاءٍ إملائية بسبب سُرعة الكتابة على لوحة المفاتيح وبدون تعديل أو تصحيح مخافة هروب الفكرة والكلمات، لذلك كانت الكتابة أسعد فترات يومي بلا منازع ،لذلك أنتم تستطيعون  أيضا أن تبدأوا بماراثون القراءة او الكتابة أو رياضة ما، ماراثون تعلم مهارة لغة أو تأخذوا دورة لتطوير أنفسكم في شغف أنتم تحبونه كالرسم أو الكمبيوتر أو دورة في مهارات البرمجة اللغوية العصبية  أو مشاهدة للأفلام الوثائقيه أو تعلم لغة أو ممارسة الرياضة والدخول في برنامج للأكل الصحي أو النباتي ،أي شيء تفعلونه يوميا لمدة ثلاثة شهر كاملة بانتظام،ربما ستشعرون في البداية بتعب ولكنه في الحقيقة هذا شيءُ أنتم أردتموه بشدة ولم تأتكم الجرأة لبدايته وستشعرون بعد ذلك بالمتعة، ولكن اصبروا واستمروا حتى تصلوا للهدف المنشود،و لاتخافوا من الإخفاق فيه،لا تقلقوا أنا أيضاً لدي الكثير من المهام من المسؤولية والواجبات والمشاركة في بعض الدورات مع الكتابة، وسأتحدى نفسي بمراثون وسأرى كيف ستؤول النتيجة، بالطبع ليست أيامي جميعها مليئة بأوقات الفراغ ،أنا أفعل ذلك وأشعر بالمتعة لأتعلم شيئاً جديدا ولأكتشف قدراتي على التحمل والإنجاز ،لا مشكلة لدي أبدا في الإخفاق، المهم هو شرف المحاولة. وأنا في هذا الماراثون أشعر بسباق الزمن الراكض أمامي. أكثر ما يُثير اهتمامي بنظام حساب الزمن، هو تذكر أخطائي على مدى سنوات عمري وأقول في نفسي مالذي أنجزته؟ مالذي مررت به؟ هل تغيرت إلى الأفضل مع كل تجربة؟ هل طبقت كل شيء درسته أو قرأته أو تعلمته من تجارب الحياة، وفي لحظات حِساب الزمن هذا يُساعدني على إدراك واقعي بوعي أكبر، عقلي الصغير لم يفهم بعد الكون من حولي بشكل واضحٍ بعد، لا أعلم عن ذلك سوى أقل القليل، لذلك هناك ملايين الأشياء في الحياة تستحق مني المُخاطرة ، لذلك أفضل هدية تُهديها و تقدمها إلى نفسك هي تطويرها لتصبح واثقاً من قدراتك لتكون أفضل من نفسك التي كانت في الأمس ،لذلك ضع لك أهدافاً لأحلام وأماني تُريد تحقيقها، ثُم دوّنها ثم ابدأ كأنك طِفلُ صغيرُ يُحاول المشي بأول خُطواته، فكِتابة الأحلام تُساعدك على تذكر المراحل التي وصلت لها ،وأفضل تلك الأهداف هي التي تكون شاملة حياتك كلها صحيّة وفِكرية وعِلمية وثقافية، وليست فقط من جانب واحد. فأنا مثلاً أُحب قائمتي الشاملة وهي القراءة والسفر والدورات والأفلام والطعام الصحي والرياضة وقوائم أشياء أُريد إنجازها في عملي، تجعلني مرناً ومقبلاً على الحياة وأحبها ويكون لدي رؤية أفضل، ويمكن التعديل على هذه القائمة والإضافة والإزالة على حسب حاجتك و إنجازك، مما يساعد في جعل الأهداف أفضل وأكثر قابليّة للتحقيق ، لذلك ضع لك قائمة شاملة وأعمل عليها لكي تكون لديك صحة جيدة وثقة في نفسك و تصبح سعيداً وناجحاً في الحياة.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …