حينما كنت في الممشى

ذهبت إلى الممشى صباحاً لأن الجو كان غائماً وجميلاً لكي أمشي و أمتع ناظري بمناظر تلك النخيل والأشجار والورود الجميلة التي على جانبي الممشى وذلك بعد أن اغتسلت الأرض بمياه أمطار البارحة وفي الصباح الباكر،وحينما كنت امشي رأيت  بعض العماله تنظف الممشى بجريد النخل ويهتمون بالورود والشجر والعشب ويهتمون أيضا  بنظافة المسجدين ودورات المياه ، كما رأيت بعض الناس هناك من هو جالس في المقاعد مع أسرته ومنهم من يمشي ومن يجري ومنهم من قد أحضر دراجته الهوائية ليمارس الرياضة ،وحينما تأملت في وجوههم وجدت أنهم من مختلف الإعمار والجنسيات حيث منهم السعوديين والأشقاء العرب والأجانب صغاراً وكباراً، حتى الأطفال يلعبون هناك بسعادة ،كما رأيت أنواع القطط هناك والفراشات تتنقل  من زهرة إلى زهرة ورأيت القمري والعصافير تطير من نخلة إلى نخلة و من شجرة إلى شجرة فرحة بهذا الصباح الجميل، ولقد أسرني هذا الجو الربيعي حيث رقة نسمات الهواء الجميلة تلامس وجهي ومع خطواتي المتسارعة ألمس أحيانا بعض الزهور العالية برقة وحنان ،ورأيت الندى على الزهور والعشب الأخضر الرائع، بعدها أخذت السماء تتلبد بالغيوم من جديد,وبدأت قطرات من مطر تتساقط الواحدة تلو الأخرى, ورجعت إلى سيارتي مسرعاً في السير والتي كانت بعيدة عني ولقد شعرت بالمتعة وأنا أمشي تحت  زخات المطر و شعرت بأن هذه القطرات ثمينة كحبات اللؤلؤ تنزل من السماء وتسقط على وجهي وملابسي حتى وصلت إلى أعماق قلبي وروحي فغسلت وأزاحت كل ما فيها من هموم و حزن ،ذلك الممشى الجميل كان ملهماً لي وكان مانحاً لي بالأمل والتفاؤل بكل ماتعنيه الكلمة من معنى، برغم أن طريق المشي طويل ومستطيل الشكل تقريباً لاتبصر نهايته ،ولكني أجد المتعة فيه حينما أجد الناس يشاركونني في هذا المشي ، وأكون مستمتعاً بغناء الطيور ولعب القطط وكذلك وأنا أرى الفراشات سعيدة والقطط الجميلة التي يطعمها بعض المارة والجو الربيعي كلها أمور بسيطة ولكنها ملهمة لي وتجعلني سعيداً و أرغب  بتسجيلها في تأملاتي وأفكاري وخواطري ، ولأني مدمن بوح لأوراقي فقد جعلت القلم يكتب عنها لكم.

سلمان محمد البحيري 

 

 

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …

اترك تعليقاً