لماذا أعشق الأفلام الوثائقية ؟!

في قناة أبو ظبي الوثائقية تابعت فيلم عن الطبيعة من إنتاج شركة ديزني ضمن سلسلة Disney nature وأكتشفت بأن كل كائن قد خلقه الله له وظيفة في هذا الكون قد خُلق ليؤديها، حيث يبدأ به عند يقظتهُ كل يوم ليقوم بها ،فلا شيئ قد خُلق عبثاً، ولا يوجد شيئ في هذا الكون العظيم بلا هدف،وهذا بالضبط ماتكلم عنه الفيلم بكل صوره بدقة تثير الدهشة، حيث رأيت في هذا الفيلم كيف حياة الزهور والنباتات، وحياة الطيور والفراشات والنحل وكيف ينتقل اللقاح بينها عبر المسافات الطويلة بطرق لم تخطر على بالي من قبل، ورأيت حياة الفراشات وكيف أن الفراشة حينما كانت في الشرنقة ثم بعد ذلك شقتها وخرجت منها بالتدريج ثم وهي تفرِدُ جناحيها المُجعدين لأول مرة قبل أن تتحول لملكة جمال الحشرات، ثم تُحلق مع عائلتها المليونية لتُكوّن شلالاً مُتدفقاً من الأجنحة الملونة المُرفرفة برقة من جمالها ،حياتها منظمة حيث تطير ملايين الفراشات دفعة واحدة وكيف أنها تنام على اغصان الشجر ورأيت كيف أن زهور الأوركيد تحبِس النحل داخلها لفترة حتى تلتصق حبوب اللِقاح على ظهرِها لتأخذها معها في رحلات إلى زهرات أُخرى فتتم عملية التلقيح التي لايمكنها أن تولد بدونها ، ورأيت أن الزهرة الصفراء الطويلة الرائعة التي تتحول فيما بعد إلى  الطماطم، وكيف أن نبات الصبّار وفاكهته الجميلة هي غذاء لمخلوقات وحياتها قائمة عليها، حتى الحشرات قد خلقت ليتغذى بعضها على الآخر ،وكل حركة في الحياة لها سبب وحِكمة يتكون منها حياة أُخرى، فالفيلم كان رائعاً جداً ويدعو للأمل و للتأمل و للإسترخاء و يجعلك تنظر للحياة بتفكير مختلف لم تنتبه إليه من قبل، الفيلم كان رائعاً بعد يوم شاق من العمل ، فقد وفق مخرج الفيلم في عمله لأن الألوان والتناغُم والموسيقى التصويرية، كلها جعلت منه فيلم رائع بإمتياز، مليئ بالدهشة والجمال والمفاجئات الصغيرة تجعل الشخص يفتح فمه من الدهشة ويقول سبحان الله واو ماهذا الجمال، ويجعلك تشعر بجمال الحياة و بالهدوء والغوص بعمق في عالمها.
سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …

اترك تعليقاً