قانون الحياة الدنيا يقول ” الدنيا قصيرة وفانية ” لذلك التعلق بالأشياء قاتل لأن ألإنسان سيفارقها، قال صلى الله عليه وسلم:”جاءني جبريل عليه السلام، فقال: يا محمد عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزيٌ به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس”أحبب من تحب وعاشره،ولكن أعلم أنك مفارقه و إذا أردت أن تفارق فعلى الأقل لا تسيء لشخص قد أحبك في يوم ما ،وإذا نويت الرحيل فلا تودعه فلربما جمعتكما الأقدار مرة أخرى،وكنّ حذراً بعلاقتك مع الذين نسوك ولا يتذكرونك حتى في المناسبات فلا تحزن ولا تتعب قلبك من أجلهم ولاتذهب نفسك عليهم حسرات، وأعلم أنه من قد ذهب يأتي الله بغيره فهكذا هي الحياة ،لذلك ناموس الحياة “فأحبب فيها من تحب وأعلم أنك مفارق”، قد تشعر بالضيق والشوق عندما لا تراهم ولكن إسأل نفسك شيئاً واحداً هل نفس الشيء حدث لهم أثناء غيابك ؟ وجرب معرفة ذلك ولكن لا تنصدم بما قد تجده من جواب، فهكذا هي الحياة قد تشعر أنك عندما تغيب لا أحد يسأل عنك فلا تحزن على ذلك ولا تكدر خاطرك وإنما كن سعيداً أتعلم لماذا؟ لأنك أنت متميزاً عنهم وصرت خيراً منهم وسألت عليهم،ربما مشاغل الحياة أشغلتهم عنك ، ولكن الذي يغيب ولايسأل عنك دوماً وإذا سألت عنه لايبالي بك فأتركه وفارقه لأنه لايستحق محبتك، وهكذا هي الحياة فلا تحزن وأحبب من تحب وأعلم أنك مفارق، فالحياة واحدة والعمر واحد وتتوفاك المنيه ،و تبعدك عنهم سوف يقولون كان فلان في يوماً من الأيام بيننا ،طبعاً إن تذكروك آنذاك بالخير، فهكذا هي الحياة “عش ماشئت فإنك ميت ،وأحبب من شئت فإنك مفارقه” و لذلك عليك أن تدرك أن كل شيئ زائل، فلا تتعلق بشخص ما فهذا ناموس الكون، وآجلاً أم عاجلاً سننتهي من هذا الشيء أو سينتهي منّا وسيعود إلى حيث أتى،لا أقصد بأن ننتظر الفناء ونُفسد حياتنا، ولكن علينا بأن نأخذ في حب الأمور بالوسط وأن نبحث عن العلاقة المريحة لأعصابنا وخاصة إذا علمنا بأن هذا الشيئ سيفنى سنُحبُه بصدق ونحافظ عليه وسنعيش اللحظة حتى لو رحل عن هذه الدنيا لن نشعر بالصدمة لأننا فهمنا قانون الحياة لأنه يسري على الجميع ، سنتقبل القدر بدون إنتظار او لوم أو خوف. إذا علِمنا أننا لا نضمن الغد فسنتفنن في إطالة اللحظة الأنيّة وإستخلاص كُل الحب الذي فيها،عندما ننسى ان الأشياء تفنى من حولنا ننتظر ونؤجل الفرح ونمر على لحظات السعادة مُروراً خاطفاً بدون وعي، ولكن الصدمة تأتينا حينما نعتقد بأن كل شيئ باقٍ للأبد، فنُصاب حين فقدانه بالصدمات القاتلة التي قد تؤثر على كل حياتنا لشهور ولسنوات وربما اثرت على صحتنا ،فكل شيء في الكون له عمر وزمن، إن أدركناه عشنا بهدوء وإطمئنان والبقاء لله رب العالمين، والحياة الحقيقة هي حياة البرزخ في جنات النعيم.
سلمان محمد البحيري
Check Also
حكاية باب!
لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة لتحديد ملامحي النهائية. كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …