التعافي من بعد الجرح

سيأتي يوم وتستيقظ من نومك وتشعر بأن الجهة اليسرى من صدرك قد شفيت ولم تعد تؤلمك، وأصبحت تشعر بأنك مرتاح البال لا تشعر بالفقد والقلق لأن قلبك قد شفي وستشعر بأنك تعافيت من حبهم من بعد ماجروحك وبدون مبالاة،حيث فسروا صبرك عليهم وطيبتك وحبك لهم بإنه خوار وضعف،وبعد أن تستيقظ من النوم ستشعر بأن عينيك قد شبعت نوماً ثم تنظر لنفسك في المرآة وترى بأن وجهك قد أصبح مشرقاً ولم يرهقه الحزن والسهر ،ثم تذهب لتأخذ دشاً في الصباح الباكر قبل أن تذهب لعملك وأنت تحت رذاذ ماء الدش الدافئ ستشعر بالانتعاش، وتشعر بأن حزنك قد انغسل منك ونزل مع آخر قطرة من الماء، وبعدما تلف نفسك بروب الحمام وتخرج منه ثم تنظر لنفسك في مرآة التسريحة وتجفف شعرك بالفوطة وتمشط شعرك بفرشاة الشعر وثم ترش جسمك بمعطر الجسم، وبعد ذلك تأخذ نفساً عميقاً بسبب هذا الانتعاش الذي سرى بداخلك،وتشعر بأنك قد استنشقت أملاً وتفاؤلاً قد دخل في رئتيك مع الأوكسجين ثم تعد لك فنجان قهوة من ماكينة القهوة التي في الكوفي بار،ثم تستشعر مذاق القهوة الذي يمنحك مزاجاً عالياً، لتبدأ نهارك وأنت كلك أمل وتفاؤل ثم تردد مابينك ومابين نفسك وتقول “الحمد لله على كل حال ، الحمد لله أنك عافيتني من حبهم واللهم أبدلنا بخير منهم وأجمل” كل ذلك شعرت به لأن الله قد أزال حبهم من قلبك لكي تشفى.


سلمان محمد البحيري 

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …

اترك تعليقاً