ذكريات لا تقدر بثمن في رمضان

لقد قارب شهر رمضان على القدوم ، وجعلني أتذكر رمضان في سنوات قد مضت مما جعلني أتذكر و أذرف الدموع على الماضي الجميل، كان لرمضان في المزرعة وكذلك في بيت جدي في السويدي والعليا سحر خاص و روحانية آسرة، كان جدي وجدتي ووالدي رحمه الله مع والدتي الله يعطيها العافيه حينما نجتمع كنت أشعر معهم بالسعادة، فقد كانوا أشد سعادة لحظة إجتماع العائلة وكان الأطفال أكثر المقربين إليهم،وكنت أستمتع لأحاديث جدي الممتعة وخاصة في المزرعة عندما تغني العصافير و الحمام و تلهوعلى النخيل والأشجار وكانت تلك الطيور لا تبرح المزرعة، كم كنت أتوق لتلك اللحظات ساعة بعد العصر،حيث تبدأ أمي أمدها الله بالعافية وجدتي يرحمها الله في إعداد ما لذ و طاب من الطعام كانت هذه ذكريات من جلسات الحب و الخير و البركة و السعادة، كم أعجب للحياة لقصرها لفقدان أشخاصاً كنا نحبهم وقد رحلوا عن حياتنا ، فكنت عندما أسمع أذان المغرب في رمضان في بيتي، كنت أتذكرهم جميعاً وأترحم عليهم وأدعي لهم وأجدني أهيم على وجهي في الهواجيس وأستشرف أحاسيسي القوية بعالم بات منسياً، ولكنه عالم كنت ولازلت أعشقه و أتمنى أن أعيش فيه دائماً ولكن هذا ناموس الدنيا فلابد من الفراق والرحيل بعد اللقاء و الإجتماع

ثم أتساءل مع نفسي

ماالذي تغير؟!

أهي الدنيا أو الناس ،أو هو أمر محتوم ؟!

أم هي تركيبتي النفسية الخاصة جداً؟!

أو هي أحلامي بالمثاليات الآفلة؟

رجل في العقد الخامس من عمره يعيش حياته في الحب و الأمل والنجاح والإحباط على طريقة الأباء و الأجداد، وسبب هذا لأني أعشق الأصالة برغم أني مخضرم، وليس هذا معناه بأني أرفض التطور ،برغم أني أعشق التكنولوجيا ولكني في خضم كل هذا و ذاك، فأنا لازلت أتوق للزمن الساحر الجميل،حيث كان الترابط والتواصل أكثر وأقوى مع الأقارب والجيران وحتى مع الذين لا نعرفهم لأجل الخير والصلح والتسامح والمحبة والخير ،كان زمن الطيبه والحب النقي والصدق والقلب الطاهر وجمال الروح حيث كان الأمل كلمة والحب لمسة، فشكراً جدي عبدالعزيز وشكراً جدتي وشكراً ياوالدي وأسكنكم الله فسيح جناته،فقد أثريتم حياتي وكانت ذكرياتي معكم جميلة.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …