لاتسيؤوا فهم من يعشقون الشتاء

لا تسيؤوا فهم من يحبون الشتاء، لأنهم لا يشعرون بالدفء إلا في حضرة من يحبون كما أنهم يعيشون على ذكراهم عند فراقهم،ويشعرون بحمى الفقد لأنهم طالموا مشوا تحت المطر، أو صار لهم نحيب تحت قطرات المطر لكي لا يشعر ببكائهم أحد فلا أحد يشعر بعمق الشتاء إلا الذين تجمدت أطرافهم، بسبب برد الحنين في انتظار شمس تجيء مع أحدهم، وكذلك تلك المقاعد الخشبية التي هناك تبقى حزينة والورود تظل باهتة في الحديقة فالمقاعد شاحبة وكئيبة، لأنها تشتكي من جفا من كانوا يجلسون عليها، فليل الشتاء طويل وقارس لأن الأشخاص الذين فقدوا من يحبون وهم يتسكعون ليلا في الأزقة، يرونها قد أصبحت باهتة لأنهم يبحثون في وجوه العابرين عن أحدهم ولكنهم لايجدونه، لأنهم قد أضاعوا أنفسهم في مفترق الطرق مع من رحلوا ولن يأتوا أبداً.


سلمان محمد البحيري

 

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …

اترك تعليقاً