لا تسيؤوا فهم من يحبون الشتاء، لأنهم لا يشعرون بالدفء إلا في حضرة من يحبون كما أنهم يعيشون على ذكراهم عند فراقهم،ويشعرون بحمى الفقد لأنهم طالموا مشوا تحت المطر، أو صار لهم نحيب تحت قطرات المطر لكي لا يشعر ببكائهم أحد فلا أحد يشعر بعمق الشتاء إلا الذين تجمدت أطرافهم، بسبب برد الحنين في انتظار شمس تجيء مع أحدهم، وكذلك تلك المقاعد الخشبية التي هناك تبقى حزينة والورود تظل باهتة في الحديقة فالمقاعد شاحبة وكئيبة، لأنها تشتكي من جفا من كانوا يجلسون عليها، فليل الشتاء طويل وقارس لأن الأشخاص الذين فقدوا من يحبون وهم يتسكعون ليلا في الأزقة، يرونها قد أصبحت باهتة لأنهم يبحثون في وجوه العابرين عن أحدهم ولكنهم لايجدونه، لأنهم قد أضاعوا أنفسهم في مفترق الطرق مع من رحلوا ولن يأتوا أبداً.
سلمان محمد البحيري