النزهة في البريه

عندما أكون بنزهة في البرية أشعر بالحرية والصفاء والإنطلاق حينما أرى في البر أشجار الطلح وأشم رائحة عشب الرمث والخزامى والنفل وأزهار البابونج ورائحة النار والقهوة  وأرى أحواض الماء بعد الأمطار ويشدني منظر كثبان الرمال والجبال والهضاب وغيوم السماء عندما يتساقط المطر أو صفاء السماء وخاصة في الليل حينما أتأمل القمر والنجوم وتكون السماء صافية لدرجة أنك ترى النيازك تتحرك أحيانا، إنها الطبيعة البكر!!

لذلك أشعر بالصمت وأتعجب من المخلوقات التي تعيش في الصحراء وتتحمل قساوتها وكنت أعتقد في صغري بأن الصحراء لاحياة فيها ولكني أكتشفت بأنها عالم آخر يغلف الصحراء بعالم صارخ نابض بحياة موازية ،حيث أكتشفت  غالبية الآعشاب التي يتداوى بها البشر والحيوانات، نعم إن فيها حيوانات وأعشاب برية ، ففيها حياة ودواء إنه نوع من الحيوية و القوة، وحينما أستلقي ليلاً على الرمل وأغمض عيني وأرى جمال السماء وصفائها واتواصل معها أراها تنساب بداخلي وأجدني أخف لأنني أصبحت أكثر شفافية وأقوى لأنني لو جعلت نفسي تتأقلم في أن أعيش في هذه البيئة لتمكنت من ذلك !! وعند تأملي كثيراً وجدتني مع نفسي وجهاً لوجه وأنظر في مرآة مهوله ، لأنني تركت المدينة وضجيجها وزحامها وتلوثها الذي يتلف الأعصاب ثم بعد هذا الإستغراق الطويل يسود الهدوء وصوت الهواء النقي وأصوات العصافير وحفيف أشجار الطلح وتتراقص الأعشاب مع نسمات الهواء وتمر الماشية والأبل وهي فرحة بهذا الخير الذي قد أنزله الله، بعدما لاقته هذه الحيوانات من عناء في فترة الجفاف ،و لقد كان همي من النزهة هو التواصل مع هذه الطبيعة الطاغية والبيئة البكر وإرتشاف شحنات إيجابية مع الأهل أو الأصدقاء لأعود بعد ذلك للمدينة بعد أن شحنت روحي بالإنطلاق و الحرية والتأمل والأمل والسعادة والضحك من القلب ، لذلك أفضل بأن أخرج للبر مابين فترة وأخرى في فصلي الشتاء والربيع.
سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …