فلنجعلها كفرصة أخيرة!

شهر رمضان الكريم فرصة قصيرة في السنة لنا لا تعوض لأنه غذاء للروح وفيه يطمئن القلب فهو علاج للنفس لامثيل له فكلنا قد جربنا شعورنا في رمضان، كيف تهدأ نفوسنا وترتاح براحة لا يعلمها إلا الله وتصبح خفيفة من الأعباء وصافية ،فهذا الشهر فرصة للتغيير للأفضل للتقرب لله سبحانه، لأن التقرب منه هو الحياة السعيدة الهانئة الطيبة في الدنيا و الآخرة فلا نحرص على الأفلام والمسلسلات في رمضان لأنها ستعاد بعده، بقدر حرصنا على شهر رمضان وأجره فإنه لا يعوض ،فلنتخيل الأجر العظيم الذي سنأخذه من الله لو نوينا ترك ذلك من أجل الله؟ قال الرسول عليه الصلاة و السلام “من ترك شيئاً لله عوضه الله بخير منه”، ما أجمل شعورنا حينما نترك أمراً من أجل الله ومن أجل رضاه سبحانه، لا ننسى بأن الفرض في رمضان عن سبعين فرض والحسنة ليست بعشر أمثالها فقط بل بسبعين أو سبعمائة أو أكثر والله غفور رحيم وكريم و كذلك السُنة عن فرض وللصائم دعوة مستجابة عند فطره ومن صلى مع الإمام صلاة التراويح حتى ينصرف كتبت له قيام ليلة!! فهناك خير كثير من الله لأنه بنا رحيم عظيم كريم ليفتح لنا أبواب الأجر وأبواب المغفرة وأبواب الثواب على مصراعيها في هذا الشهر الفضيل، ولكننا أحيانا غافلون، فكم نحن مقصرون في حق أنفسنا وها قد أتتنا فرص عظيمة، فلنستغلها لنفوز بالفردوس الأعلى، فإن لم نستغل ذلك ونعمل الآن فمتى سنعمل؟!

فعلينا النية بأن يكون رمضان هذا مختلف عن رمضان الذي قد مر في السنوات الماضية، فلنقبل على الله كما لم نقبل من قبل ولنعبده كما لم نفعل من قبل ولنتوب إليه وندعوه ونستغفره ونطلب عفوه ورحمته كما لم نفعل من قبل ولنتخيل ذلك بأنه سيكون آخر رمضان لنا في حياتنا بل آخر شهر في حياتنا ولنستعين بالله ولنطلبه بأن يعيننا ويكن معنا لنعبده على الوجه الذي يحبه ويرضاه منا، لأننا من غير عونه لا نقوى.

سلمان محمد البحيري 

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …