السكوت أرحم ولا الشكوى لظالم

قال طلال مداح رحمه الله “السكوت أرحم ولا الشكوى لظالم ”

والبعض منا قد لامست هذه الكلمات مابداخله ،وتصف حاله ويجادل بها العقل القلب، فعلاً السكوت أرحم ولا الشكوى للظالم،وخاصة حينما يكون هذا الظالم هو من قد أحببته، ولكنه أخطأ في حقك وجرحك وتركك معلقاً بدون ذنب،حينها يعجز التعبير وبل الكلام ، ويخذلك الكلام ويتركك وحيداً في ذهول و لا شيء لديك لتقوله لأن الصدمة قوية ولم تتوقعها من هذا الإنسان بالذات ، أو بالأصح لا تجد كلاماً أو فعلا يلائم ألمك ولن ترد عليه بنفس أسلوبه لأنك تحبه وفي نفس الوقت أنت لاتعلم سبب هذا التغير المفاجئ بدون ذنب منك، ثم تشعر بجرح عميق بداخلك يؤلمك وتئن وتتألم

و لماذا يئن المجروح ؟!!!

لأن القلب يحزن ويتألم ويبكي بسبب قسوة من يحب عليه بدون سبب ،وحتى لو كان بسبب ألا يشفع ذلك الحب ويكون هناك عفو و تسامح أليس من يحب يسامح،ويستمر القلب يتشره ويعتب ويئن ويتألم و يعبر بلغة لا تستوعبها القواميس المادية الضيقة،ويكون لديه معجم خاص بالألم والجروح ،ثم مع مرور الوقت تكبر آلالامك في قلبك وعقلك ،ثم تملأ رئتيك ورأسك،و بل كل مكان تكون فيه حتى لو سافرت للهرب من ذلك فلن تستطيع ، بل وستراه في منامك وستشعر بأنك ستنفجر وتبكي لكن لن تتكلم ،والأسوأ من ذلك كله حينما تجد من تحب قد أغلق في وجهك طريق المرور لكي لاتمر من عنده، حيث لم يعطك ولو الفرصة لكي تدافع فيها عن نفسك ،ثم لا تستطيع تشكو من تحب لأحد حتى لو كان لصديق ،وبل لن يقبل قلبك بأن تدعو على من تحبه والذي قد ظلمك حتى لا يصيبه مكروه ثم تفكر في أنك ستشكو من هذا الشخص إليه ولكن الطريق مغلق وكل الطرق إلى الكلام معه قد أصبحت مغلقة،ويصبح الحل الوحيد هو السكوت و”السكوت أرحم ولا الشكوى لظالم ” ثم تقول : قولوا له بأني راضي بظلمه لي لأنه متربع على عرش القلب لوحده ،ولازال لدي الأمل بأن يعود في يومٍ من الأيام ويشفع الحب ماكان بيننا، ولن ينتهي الأمر هكذا بسهوله،فلذلك تقول بأنك قد إخترت السكوت ليس ضعفاً و لا سلبية منك ولا وجود بديلاً لغيره في حياتك ولكن لغلاه، لذلك أخترت بأن السكوت أرحم من القسوة والقطيعة ومقابلة الجفا بالجفاء ،لأن قلبك مسامح ولايحمل ضغينة على أحد وخاصة على من يحب،ولكي لاتعيش بقلب أسود يحمل الكراهية و الإنتقام والمشاعر السلبية.
سلمان محمد البحيري

همسات

السكوت أرحم و لا الشكوى لظالم
أشتكــيـــــله منـــــــه و أنشـــــــــده العداله
الصراحــــــه فيــه معدومة معالم
و إن شكـــــــــيت من الهوى قالوا جهاله
قاله اللي مـــن جروح الحب سالم
يحســــــــــــب إنـــــــــي مثـــله بدنياي داله
جهلــوني بالـهوى تجهـيل عالم
ما رعــــــــــوا حبـــــي و لا خــلوا مجــــاله
مننِـــــــي بمواصل به كنت حالم
ودي احــــــــــــــيا لحظة العشق و دلاله
السامر

 

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …

اترك تعليقاً