رحلتي البرية مع العائلة

منذ ستة شهور في شهر ربيع الأول الموافق يوم الجمعة ذهبت مع اسرتي في الصباح الباكر وكنا متجهين في رحلتنا البرية إلى روضة الخفس

وكان المطر مستمراً وكانت السماء حينها بها غيوم بدون رعد وبرق و المطر يتراوح ما بين هتان وديمه والجو لذيذ وكنت أتجاهل أكثر الاحيان إزالة قطرات المطر عن الزجاج الأمامي للسيارة لأستمتع بقطراته أطول قدر ممكن وكانت الرحلة ممتعه ونحن نشق طريقنا ما بين الهضاب والجبال والكثبان الرملية لأن الجو رائعاً فلا تلوموني ، فهذه الأيام البر أجمل عندي من منتجعات المالديف وغابات زيلامسي لأن الصحراء إذا أمطرت تتحول إلى روضات و جنة ، بتلالها الرملية الندية والملونة (الطعوس) وسمائها الملبدة بالغيوم وشمسها التي تتسلل على استحياء بين كتل السحب القاتمة وحينما وصلنا لروضة الخفس ونزلنا من السيارة و شعرت كأني طير يريد بأن يحلق في السماء عالياً فرحاً بالحرية و الانطلاق في صفاء النسيم وجمال البراري ثم نزلنا الأغراض بعضها في الخيمة والبعض حولها في الخارج  والخيمة كانت منصوبه لأنه مخيم كان معداً لذلك من قبل ثم بدأت الشمس تشرق بأشعتها الذهبية مابين السحب

وهناك من بعيد منظر الأبل وهي ترعى في هذا العشب وتشرب من أحواض المطر ، فنزلنا أغراضنا المتبقية في السيارة  وأخذت زمزمية القهوة والتي استدفأنا بها مؤقتاً و لأجل ذلك فقد أحضرناها معنا من المنزل ثم أخذنا ندفأ أنفسنا بما نملكه من فروات وجرابات وغيرت لبسي ولبست القميص ثم اجتمعنا حول النار ونحن نتناول القهوة مع التمر ونتبادل الحديث و ضحكات تنفث منا البخار في هذه الأجواء كل شيء مثالي ورائع من شأنه إنعاش المزاج والخروج به قليلاً عن الضجيج والتلوث والأضواء إلى الهواء المنعش والتفكير بتركيز للصفاء الروحي والسرور الذهني وكأننا نمارس رياضة اليوغا ولقد أخذ الأولاد جولة بالدراجات النارية و يتناثرون بلا هدى فوق التلال الرملية الناعمة الممتدة ، يلعبون بالرمل وبأحواض الماء المتناثرة هنا وهناك ويركضون بلا حدود ولا هدف ، فقط المتعة في أرواحهم وسكون الصحراء وسعتها هي التي تحتضنهم بحنان مطلق وأخذوا جولة في البر وكان الهواء رائع والطقس جميل ولقد لعبوا وفرحوا و أخذوا بالتقاط بعض الصور الفوتوغرافية لجمال الصحاري الرائعة و أعشابها وأشجارها ولقد كانت نزهة برية جميلة لأن الجو رائعاً والبيئة محفزتاً على ذلك بعد سقوط الأمطار وظهور الربيع والزهور والعشب ولقد كان المخيم مجهزاً ليكون قسم للنساء وقسم للرجال حتى تأخذ البنات وأمهم راحتهم مع وجود مكان مخصص للمطبخ حيث تجتمع أفراد الأسرة في خيمه ولكنها مقسومة لخيمتين صغيرتين وكان خروجنا للبر في الصباح الباكر حيث أحضرنا أغراض الرحلة البرية ” الكشتة “من كبده للحاشي ولحم ودجاج منه متبل للشوي ومنه للطبخ وخضار وكيس صغير للرز وزيت وبهارات وقهوة وشاي وهيل وزنجبيل وتمر وحليب وماء الشرب والغسيل والحطب فأس ومنشار وكريك و ملقطا و ذارية حديد و لي ماء وترمس ثلج (حافظة) وجراكل ماء للغسيل وأباريق للشاي والحليب ودله قهوة + ملقمة للقهوة “زل ” وقدر ضغط وقدر عادي ومقلات و بيالات و فناجيل و كاسات ورق للحليب لأنه يصعب تنظيف البيالات بعد الحليب وتستهلك ماء وصحون نواشف ( ورق ) ومفك صلصه وكرسي مركابة لوضع القهوة والشاي أو القدر عليه وولاعة و أسياخ وشبكين للشوي وقصدير أو صحون قصدير للتوفير وطاستين مويه (غضاره) ودبة غاز بعين واحدة وقطاعتين بلاستيك واحدة للخضار والأخرى للحم أو للدجاج واكياس زبالة لأجل وضع الأشياء التي بعدنا ليكون مكاننا نظيفاً وأكياس لحم و لفة سماط وصابون و ليفة سلك وسفنجة و أغراض للإسعافات الأولية أمر ضروري، بما يحتويه من أدوات الإسعاف مثل الشاش والقطن وعلاج الجروح والحروق، ومسكن للألم، وقد بدأنا مع العيال في حفر مكان للنار وإحضار الحجر لحفرة النار ثم وضعت الحطب وشببت النار وبعدها بلحظات وضعت بجانب النار أبريق الماء الكبير الذي سأعمل منه القهوة والشاي وماء الطبخ لو احتجنا لذلك وعندما ركدت النار وبدأت تجمر فقطعت البصل ثم قطعت الكبدة شرائح صغيرة ثم غسلتها جيداً وصفّيتها بالمصفاة للتخلّص من الدم والسوائل ثم نقعت الكبدة لمدة ربع ساعه بالثوم المهروس وعصير الليمون ثم قطعت فلفل اخضر حار ثم بدأت بوضع المقلاة على عين دبة الغاز ووضعت زيت بالمقلاة و بعد أن أحتمى الزيت وضعت البصل فيه حتى تغير لونه ثم وضعت الكبدة وقمت بإضافة البهارات الى الكبدة، الملح، الفلفل الاسود، الشطة المجروشة، البهارات المشكلة، مع التقليب لتتوزع على كافّة قطع الكبدة

بعدها قصرت على النار من تحتها وتغطيتها لتكمل النضج لمدة خمسة دقائق ثم وضعت في المرحلة الأخيرة دبس الرمان وقلبت الكبدة جيداً ومن ثم أضفت قليلا من الكزبرة المقطعة وجزء من البقدونس الأخضر المقطع وقلبتهم قليلاً، وفي النهاية زينت الكبدة بشرائح الليمون ورشة سماق على الكبدة وقدمتها مع الخبز وكان أبريق الماء قد فاح على النار فنزلت مقلاة الكبدة بجانب النار وغطيتها وتركتها حتى تنزل سوائلها لتطعم أكثر ،ريثما أعد الشاي حيث وضعت في الأبريق السكر وبعد أن غلى قليلا وضعت ورق الشاي وجعلت الأبريق بجانب النار ليخدر ويطعم أكثر وأعطيت أبني مقلاة الكبدة للبنات ليجهزوا سفرة الإفطار و ليتم وضعها في أطباق من ورق ويفرشوا السماط ويضعوا الخبز و قوارير الشطة ،ثم بعدها بدقائق أحضرت الشاي واجتمعنا على الإفطار جميعا وأخذنا نتبادل الحديث معاً مستمعين بالجو الجميل والهواء النقي الذي بعبق الرمث والخزامى والنفل والزهور البرية

ثم أثنوا على طعم الكبدة اللذيذ وقالوا الأولاد والبنات طبخك يا أبي ما شاء الله جميل ولذيذ فقالوا لي كيف تعلمت الطبخ فقلت لهم تعلمت الطبخ من جدي عبدالعزيز وأبوي محمد حينما كنت في الابتدائية وكانوا يعدون فطورهم وغدائهم والقهوة والشاي والحليب  بأنفسهم في المزرعة حيث كنت أحب بأن أذهب معهم في الصباح الباكر في الإجازة الأسبوعية أو الصيفية وكان جدي عبدالعزيز رحمه الله أحيانا يقوم بعمل قرص أو بيض تاوة أو شكشوكه أو المراصيع وأما أبوي رحمه الله فقط كان يقوم بإعداد القهوة والشاي وأحيانا يعد لنا الكبسة باللحم أو الدجاج وأحيانا جدي يعد لنا المرقوق أو القرصان وقالوا لي رحمهم الله يجب بأن تتعلم ذلك لكي تتعمد على الله ثم على نفسك لو سافرت أو احتجت لنفسك أو ظهرت للبر مع أصدقائك ومن يومها وأنا أعرف مبادئ الطبخ وبعدما أفطرنا في البر الأسرة كانوا مستمعين أيضا بقربهم من النار حيث الدفء وأما أشعة الشمس فقد كانت حانية جداً ،ثم بعد ذلك قمت بإعداد القهوة في الزل ووضعت فنجان من القهوة ووضعت قليلا من المسمار والزنجبيل وخلطة القصيم وجعلتها تغلى لمدة 10دقائق ثم أحضرت الدله ووضعت بها قليل من المسمار المطحون والزعفران ونصف فنجال هيل ثم سكبت عليها من القهوة ووضعتها على النار حتى بدأت تزبد ثم نزلتها حتى تهدأ ثم وضعت بها ليف ووضعتها بالقرب من النار ثم بعدها أخذنا نتناول القهوة مع التمر الذي معه طحينه ثم بعدها بلحظات قررت المشي والتجول في البر وأخذت أتامل الربيع في البر وكان المنظر رائعاً للغاية وقد استمتعت أنا والأسرة كثيرا في هذي الرحلة وبعد صلاة الظهر حيث ثم صلاتها جمعاً وقصرا مع العصر جماعة مع الأولاد قلت للبنات يقطعوا الخضار واللحم لأشرع في تصليح الغداء حيث سأقوم بعمل كبسة لحم حاشي فقمت لجركل الماء وأخذت أغسل اللحم في أناء خاص بذلك عدة مرات ثم غطيته عن الذباب وقررت الطبخ في القدر العادي لأنه في اعتقادي به المتعة أكثر من قدر الضغط لأنك تقوم ذلك بمتابعة مراحل الطبخ بتأني واستمتاع فوضعت القدر على عين دبة الغاز ” الدافور ” ثم وضعت زيت وأخذت البصل المقطع والثوم ووضعتهما في القدر حتى تغير اللون قليلا ووضعت عليه الفلفل البارد والحار المقطع ثم رشيت الفلفل الأسود والكمون وجلست أحرك ثم وضعت الطماطم المقطعة ووضعت الصلصة والليمون الأسود والماجي وأخذت أحرك ثم بعدها بلحظات وضعت اللحم وحركته حتى تغير لونه واخذت الأبريق الذي فيه الماء الحار وصببت منه على حتى غطى اللحم وغطيته وتركته نص ساعه وبعدها وضعت الملح وتذوقه حتى لايكون الأكل مالح وبعدها وضعت الرز بعد غسله وتنقيعه وزدت الماء على قدر وضعي للملعقة في القدر حيث يتعدى قليلا رأس الملعقة وقصرت على الدافور وتركته تقريبا ربع ساعه على نار هادئة حتى ينضج وقبل أن ينضج بقليل أقلب الرز في القدر وأضع عليه قليل من الكشنة من البصل والطماطم والبهارات التي عملتها في البداية واضعها فوق سطح الرز واصب قليلا من السمن أو سائل الزبدة ثم أضع الغطاء لدقائق وبعدها يكون الغداء جاهز وبعد إن أستوى الرز وضعت القدر بجانب النار وقلت للبنات جهزوا السفرة واغرفوا الغذاء في الصحن وقطعوا سلطة خضراء سريعا ثم بعدها بلحظات ثم وضع الغداء واجتمعنا على السفرة جميعا حيث كان البنات وأم محمد سعيدين بهذه الرحلة البرية لأنني  قد ريحتهم من القيام بالطبخ من فطور وغداء وحتى الشاي والقهوة وبعدما فرغنا قلت للأولاد أحرصوا على نظافة المكان وضعوا كل شي من بعدكم في أكياس الزبالة حتى نأخذ ذلك معنا ونحن داخلين للرياض لنضعها في أقرب حاوية فقالوا أن شاء الله ثم ذهبت بالسيارة بالقرب من حوض الماء الكبير الذي كان موردا للأبل ولقد أنشأ على وقت الملك عبدالعزيز والغرف هناك التي بجانبه مهجورة حيث كانت للحراسة وقبل الغروب بلحظات عدت للخيمة وشبيت النار ثم أخذت السلاح من السيارة لأضعه معي عندما حل الليل ومن ثم جمعنا المغرب والعشاء ولقد كانت الإنارة كافية من الماطور الصغير الذي يضيء اللمبات بداخل الخيمة وحولها ولقد كان المكان ساحراً بما تعنية الكلمة حيث كانت السماء صافية وكانت ليلة قمراء و منظر النجوم مغرياً ويساعد على الصفاء النفسي والتأمل الليلي فالبعض يخاف أن ينام في البر أو يمكث فيه ليلاً ولكن ليالي البر ليست مثل الليالي التي تعرفونها ، حسنا تخيلوا أجمل ما لديكم ، إنها ليالي الشفافية و الطفولة و ليالي السهر وليالي الحب و النقاء ، ليالي الإلهام والتأمل ، ليالي البراءة و الصفاء..إلخ ، فالحياة في البر بمثل هذه الأجواء تجعلك بسيطاً حيث ترجع بك إلى البدايات وهي أجمل من ذلك كله وهي خليط بين كل ما ذكر ، الطفولة والسهر والحب والرغبة والصفاء ، فداخل كل واحد منا طفل لم يكبر بعد وإذا تجاوزنا مرحلة العمر الطبيعي للفرد إلى مرحلة العمر التطوري للإنسان ككل فإن مرحلة الطفولة لدى الإنسان هي تلك الأيام الأولى التي قضاها ملتصقا بالطبيعة قريبا من الماء والتربة والجبال والهضاب والنباتات والحيوانات والطيور وهو يحاول بفضوله متهورا يكتشفها و يرتب اكتشافه للأشياء من حوله ويتفوق عليها في بيئته، حيث الإنسان البدائي ، إذن داخل كل واحد منا إنسان بدائي ، ظهر لنا ذلك أو لم يظهر وأظن الصحراء أوضح الصور لعلاقة الإنسان البدائي بالطبيعة وهناك إنسان قد استطاع التعايش في بيئات مختلفة مثل بيئة الغابة أو بيئة البحر أو بيئة المغارات والجبال ، فلذلك المسألة عائدة إلى التجارب الشخصية للإنسان وثم تذكرت كُتاب قد تخصصوا في الكتابة عن علاقة الإنسان بالطبيعة وبعضهم قد حصل على جائزة نوبل للأداب على هذا مثل إرنست همنغواي عن روايته “الشيخ والبحر” ، كما كتب عبد الرحمن المنيف عن الصحراء رواية “النهايات” وغيرهم الكثير،،، ثم دخلت الخيمة وبعد قليل أحضروا بعض البنات ثلاث اباريق ساخنة تنفع لهذا الجو البارد حيث صنعوا شاي كرك وحليب وزنجبيل وعندما حل الظلام ازدادت نسمات الهواء البارد وتحلق الجميع حول شبة النار التي تبعث الدفء، ليلة مقمرة باردة ولقد تفاعلنا مع الطبيعة في هذه الأجواء ومما زاد جمال الليلة القمراء هي تناول القهوة والشاي والحليب والكرك وأحاديث و ذكريات وأمنيات و لعب كيرم ومنهم من يلعب ورق وأما المشكلة الوحيدة التي واجهتنا هي انقضاء هذه اللحظات الجميلة سريعاً دوما والليل قد أخذ يمضي سريعا ، ثم قلت للبنات ابتدأوا في إخراج الدجاج المتبل في الببت لأجل الشوي ثم أخرجوه البنات من الثلاجة المعبئة بالثلج و المخصصة للحم والدجاج وأخرجت المنقد من السيارة ووضعت فيه فحم وأخذت قليلا من جمر الحطب وبعدها بنصف ساعه بدأ الشوي ثم أخذت روائح الشواء تنساب مع نسمات الهواء الباردة المشبعة بالمطر ورائحة الزهور ثم بعد انتهاء البنات من الشواء تم إعداد السفرة داخل الخيمة لتناول العشاء مع المرطبات التي كانت في الثلاجة مع الثلج المخصصة للمبردات لأن المطر بدأ بالتساقط وكانت قطرات ممطرا بطريقة ناعمة ، كان لصوت المطر على الخيمة إيقاع خاص أحبه  والجميل أنه لم يصحبه برد وعندما نظرت للساعة وجدت بأن عقاربها تشير إلى فوق الثانية صباحاً فتفقدت المخيم ثم أغلقت السيارات وثم تركت النار بجمرها الذي كانت تعلو عليه الرماد وأوكأت باب الخيمة وتفقدت الأولاد وأم محمد ووضعت السلاح بقربي ولم أنم حتى نظرت إلى الجميع وهم نائمون ثم نمت قليلا واستيقظت لصلاة الفجر فتوضأت لأن الماء متوفر لدينا وقريب من المحطات التي على طريق القصيم وأوقظت الأولاد والبنات فأشعلت النار حتى نتدفأ ولكي أعد قهوتي عليها وتوضأ الأولاد وصلينا جماعة فجراً ولقد كان نور الصباح جميل كما كان جمال السحر وغناء العصافير والقماري ثم عادوا الأولاد ليناموا قليلا ليستيقظوا بعد ذلك في الساعة التاسعة لكي نفطر جميعا وأما أنا فقد جلست بالقرب من النار ووضعت الأبريق الماء وأعددت قهوتي وأخذت أحتسي عدة فناجين مع التمر والطحينة وبعدها رأيت بأني سأتمشى قليلا حول المخيم وكان معي عصا وأستكشف العشب و نوع الحجارة والتربة تحت الجبل هناك فرأيت حجارة غريبة صغيرة بألوان مختلفة ورأيت عند الجبل مثل القواقع ولكن متحجرة و ثم عدت للمخيم وعند الساعة التاسعة أيقظت الأولاد وقلت لهم أعدوا لنا الإفطار بيض شكوشة في التاوة وضعوا لنا نواشف مثل الجبنة والطحينية والزيتون والمربى والقشطة وجبن كرافت لكي نفطر علها وبعدها بلحظات أعدوا السفرة خارج الخيمة للاستمتاع بأشعة الشمس الدافئة والقرب من النار وثم جأوا بالشاي والحليب والذي قد أعدوهما مع الإفطار ثم بعد الإفطار تسابق البنات على الدراجات النارية” الدبابات” وأخذوا يلعبوا حول المخيم ثم بعدها بساعه جاء دور الأولاد الذي ذهبوا بالدبابات بعيدا هناك ثم أخذوا وقتا ليس طويلا وعادوا مرة أخرى ثم عدت للمخيم وتطمأنت على أم محمد في علاجها وقياس ضغطها وسكرها وصنعت لها شاي بدون سكر وثم جلسنا نتحدث حتى جاء وقت الظهر فصلينا جمعا وقصرا الظهر مع العصر وبعد ذلك قلت للبنات بأن يبدأوا بإعداد الغداء لعمل رز برياني با لدجاج مع السطلة الخضراء وعند الساعة الواحدة والنصف كان الغداء على السفرة وتغدينا جميعاً وجلسنا حتى بعد العصر ثم بدأنا بجمع أغراضنا بعد ذلك ووضعها في السيارة ووضعت المخلفات التي بعدنا في أكياس ووضعناها في السيارة العائلية فورد اكسبديشن حيث ركبوا الأولاد والخادمات وبعض البنات مع أبني محمد وأما البعض فقد ركبوا معي في سيارتي وثم بدأت رحلة العودة للمنزل حيث كان الجو بقطرات مطر هتان على النوافذ في جو وداع باذخ غامر بالسعادة ولقد قضينا يومين في البرية ، كانت من أجمل الأيام.

 سلمان بن محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …