المنتظرون للغائبين في حياتهم،كالمنتظرين لوقت طويل في صالات المطار، هم لازالوا تحت تأثير ألم الصدمة أو لنقل الأمل وهم لا يكفون عن التحديق في وجوه المارة،انهضواعن تلك الكراسي أيها المساكين واذهبوا بعيداً من هنا، لأن من تنتظرونهم لن يعودوا أبداً، كان عليكم أن تشعروا بذلك منذ أن قرروا الرحيل، لا أعلم ما الذي عليكم فعله ولكن لاتنتظروا فالانتظار قاتل ،فإما أن تذهبوا مع بوابات الخروج أو خذوا لكم تذاكر مغادرة إلى المحطة القادمة، لإنه بمجرد وصولكم لصالة القدوم هناك في المحطة القادمة سيتبدل كل شيء، ففي البداية ستشعرون بنعيم الوحدَة مؤقتاً لأنكم ستعيشون على الأمل و ستتأملون هناك كثيراً، وستتخذون القرار المناسب ثم سترقصون على وقع تغاريد الطيوروحفيف الأشجار وأصوات الأمواج التي ستسمعونها لأول مرّة بوضوح وستُقبلون على الحياة، إن ماقد حدث في صالة الانتظار هو مُحزن لحدّ البُكاء بسبب خذلان الآخرين الذين لم يُكلّفوا أنفسهم عناء السؤال،ولم تشفع الذكريات الحلوة بأن يقدروا لهفة المنتظرين لهم، وأن يكونوا معهم رفقاء في السرّاء والضرّاء، إن الطائرات التي تحمل الرُكّاب الذين لطالما انتظرتموهُم بحُب ليست هُنا،لأنهم لن يأتوا والسبب لأنهم قد وجدوا آخرين غيركم، فمن رحلوا بدون سبب وجيه فلن يعودوا أبداً،ولو عَادوا سيؤلمونكم بقبح أعذارهم، فلماذا بعد كُل هذَا تزدحم صالات الانتظار بالمنتظرين في المطارات.؟!
سلمان محمد البحيري