سرقة الروح

بخصوص السرقات الفنية والأدبية والفكرية والتي لم تنسب لأصحابها وإنما تقمص شخص تجارب حياة شخص آخر لاتمت له بصلة ثم نسبها لإسمه فأنت أيها السارق لم تسرق كتاباتي فقط وإنما سرقت مراحل من حياتي ومجهودي ومعاناتي وخواطري وذكرياتي في الحب والشوق والحزن والتعب والهموم والسعادة ، ومعاناة ناس آخرين أنا أعرفهم وكتبت عنهم ،فأنا الذي تعبت و عانيت وتقمصت ماحدث لهم في الالامهم وكذلك ما أكتبه هو من تجاربي في الحياة عند ألمي وفي مرضي أو مرض والدتي أو أهلي وكتبت أنا هذه الكلمات وليس أنت فهذا العمل الأدبي الفني لم يأتي عبثاً أو تصنعاً او تزييفاً ولكنه عملية خلق لحياتي من  جديد داخلي وإعادة تكوين وتغيير لمجرياتها وكما قال الكاتب السوري محمد الماغوط” أنا لاأكتب ، بل أنزف”
لذلك فمثل هذه السرقات لا تعوض بمال أبداً ولا يجدي معها إعتذار أو شفاعة لأن ذلك سرقة للروح ،لذلك السارق حينما ينسب لنفسه هذا العمل فهو يدرك تماماً بأن هذا النجاح وهذه الشهرة لايستحقها، لأنه يدرك في داخل نفسه أن هذا شيء مزيف وأن هذا النجاح لايستحقه لأن هذا العمل ليس من حقه وليس بمجهوده لأن هذا العمل ليس من روحه وإنما من روح الكاتب الأصلي الذي له العمل.
سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …