قال لي البعض لماذا لاتشارك في سناب شات لتطل على متابعينك بالصوت والصوره كمباشر، فوافقت في البداية على إقتراحهم ولقد حاولت ولكني لم أستطع لإنه إرتباط يومي وتقديم شيء مفيد و فيه مصداقيه، ولأنني كنت ولازلت مشغولاً مع الأهل وظروف العمل وترميم المنزل،ولم يكن لي وقت كافي ولكني إكتفيت بالأمل وبالتأمل وبالصوت الصادر من الأعماق من خلال القرأة والكتابة،وجعلت بالذات هذا العام أكثر أعوامي قراءة،وإستغراقاً بالذات في التأمل والتفكر،وكان هذا قراري منذ بداية عام 2013 إعتمدت بأن يكون تأثيري هو في الهدوء والتأمل في من حولي،وأن تكون كلماتي قليلة مع الأخرين وحاولت قدر الإمكان أن يكون حديثي في المجالس عبارة عن جمل مختصره لكي أنصت وأجعل الأخرين يتحدثون حتى أرى أفكارهم وأحاديثهم،وأتعرف عليهم أكثر من خلال تفكيرهم وأشعر بمعاناتهم ومايحبون ومايكرهون أكثر،كما أتعرف على نفسي من خلال الإنصات لها،لذلك وضعت الصمت والتأمل شعاراً لي في تلك الأعوام الآخيرة،وبسبب ذلك كانت لي بعض المقالات تنشر في بعض الصحف المحلية مثل الرياض والجزيرة والشرق وبعض الصحف الألكترونية،ولقد أنشأت المدونة في شهر مارس عام2014حتى لاأكون تحت سلطة الرقيب الذي يصادر رأيي ومقالاتي في بعض الأحيان وأما في الأربع سنوات أيضا لم أقم برحلات أبعد من مصر وتركيا والإمارات وبعض مدن المملكة مثل أبها وخميس مشيط والنماص والقصيم وحائل والمدينة والعلا وينبع فكما قلت فأنا إنسان بسيط جدأ،فليس لدي أي منجز يستحق لكي أعرضه على الناس لكي يستفيدوا منه،وحتى لو كان لدي فلا أحب أن أتباهى بذلك امام الاخرين ولست مثل هؤلاء الذين فقط همهم يعرضوا أي شيء من خلال وسائل التواصل الإجتماعي بشيء مبالغ فيه أو كذب،فكان السناب شات في بداية ظهوره وحتى الآن هو المفاخرة والهياط عند الغالبية وأصبح همهم التباهي وملاحقة الأخرين في المظاهر وشراء البضائع من خلال الملابس على أنها ماركة،وحتى لو كانت مقلده والمفاخرة بالسفر والسيارات والأكل فكل هذا من أجل أن يحصلوا على رضا نفسي يعتقدونه عندما يقوموا بإظهاره للآخرين، فكأنه قد أصبح همهم هو إرضاء الناس،وأما أنا فعندي حساب في السناب شات ولكني مكتفي بمراقبة بعض الحسابات الجيدة لبعض الشباب والشابات الذي يعجبني طرحهم المفيد جداً،وبالنسبة لي فأنا غارقاً في ظروف أهلي وبيتي ونفسي وأفكاري ،وترتيب أوراقي لأجل كتابي الجديد إن شاء الله،لذلك حاولت أن أنأى بنفسي عن السناب وأبقى بعيداً عن هذا الضجيج والقلق وكان تركيزي أكثر على المدونة والقراءة وحسابي في تويتر والأنستجرام لكي لاأدخل نفسي في معمه،و لكي لا يملوا مني القراء والمتابعين ولأجل أن أتفرغ للقرآة والكتابة أكثر بدون تشويش،لكي تكون لدي حالة مثاليه هادئة أستطيع من خلالها الرؤية بوضوح وتحديد مسار لحياتي لذلك أصبحت أعيش في حالة توازن وثبات نفسي وأنسجام كنت مفتقده منذ سنوات كثيره،لأنني أصبحت أشعر بأنني أكتشفت أشياء كثيره غيرت بها تفكيري وبالتالي تغيرت حياتي للأفضل خلال الاعوام القليلة الماضيه ولم أكن سأكتشفها لولا هذا الصفاء الروحي والفكري،ومع كل هذا الوقت تفجر بداخلي صراع ثم إبداع بعدما حليت الكثير من مشاكلي وهمومي،ثم وقوف من يحبني معي من بعض الأهل والأصدقاء والأحبة وأنا أشكر الله ثم أشكرهم على ذلك،ولقد شعرت بعد ذلك بأنني أول مرة أصبح حراً طليقا كطائر حر يحلق عالياً في السماء.
سلمان محمد البحيري
شاهد أيضاً
حكاية باب!
لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة لتحديد ملامحي النهائية. كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …