في ذكرى اليوم الوطني ماذا قدمنا للوطن؟!

تحل ذكرى اليوم الوطني لبلادنا الغالية في غرة الميزان وهو اليوم الأغر الذي يتذكر فيه المواطن السعودي بكل فخر واعتزاز هذه المناسبة التاريخية السعيدة التي تم فيها جمع الشمل ولم شتات هذا الوطن المعطاء..اليوم الوطني، يوم توحيد هذا الكيان العملاق على يد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن – طيب الله ثراه – وفي هذه المناسبة الغالية نسجل فخرنا واعتزازنا بالمنجزات الحضارية الفريدة والشواهد الكبيرة التي أرست قاعدة متينة لحاضر زاهي وغد مشرق في وطن تتواصل فيه مسيرة الخير والنماء وتتجسد فيه معاني الوفاء لقادة أخلصوا لشعبهم وتفانوا في رفعة بلدهم حتى أصبحت له مكانة كبيرة بين الأمم. فاليوم الوطني يجعلنا نتذكر الملك عبدالعزيز والرجال الذين كانوا معه تعبوا وبذلوا دماءهم وأرواحهم لتوحيد هذا الوطن وحتى لنعيش تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله خفاقة لتكون الدولة الوحيدة التي تحكم بالشريعة الاسلامية في ظل الامن والخير في وحدة اجتماعية نادرة في العصر الحديث وعندما يكون هناك ذكرى بهذا اليوم الوطني فليس معناه هو الهمجية والفوضى والتي اصبحت قلقا للكثيرين التي يقوم بها بعض الشباب السعودي محاولين إظهار الفرحة الوطنية بالتعبير الخاطئ وضرب النظام المروري وحتى الأخلاقي بعرض الحائط وهو الأمر الذي يؤذي كثيراً ممن يحاولون الخروج للاستمتاع ومشاهدة الفرحة كما ينبغي فالوطنية الحقة ليست برفع الأعلام والشعارات، أو إقامة الاحتفالات والمهرجانات، ولا في ترديد الأناشيد والأشعار الوطنية، وهي من باب أولى كما أن اليوم الوطني ليس بانتهاك الحرمات، والمجاهرة بالمنكرات، والتسكع في الشوارع والطرقات، ومضايقة الناس في الأماكن العامة والتجمعات، كما يفعله بعض الجهلة من الشباب والفتيات، فإن التفاخر بالحرام والتبجح به، والاستهتار والفوضوية، وإشغال رجال الأمن، وإيذاء الناس من المواطنين والمقيمين والزائرين تخلف وجهل، وظلم وعدوان، وهي من أعظم ما يسيء إلى الوطن ويشوه سمعته، ولن يشفع لأحد من هؤلاء المستهترين زعمه بأنه يفعل ذلك احتفاءً باليوم الوطني وابتهاجاً به، فالاحتفاء بالوطن يعني الحرص على حماية مكتسباته، والمحافظة على مصالحه وحرماته، والتطوع لعمل شيء من اجله والحذر من كل ما يشوه صورته أو يسيء إلى سمعته. وقد ينظر البعض منا إلى الحقوق التي له من الوطن ويطالب بها متناسيا الحقوق التي عليه، فهل فكرنا يوما في حق الوطن علينا؟. إن على كل مواطن حقوق لهذا الوطن مهما كان موقعه في هذا الصرح العظيم. من هذه الحقوق أن نصلحه ونعمّر أرضه كل حسب قدرته وطاقته، وأن نكون خير سفراء له في الخارج سواء كنا في سياحة أو للدراسة أو للعمل وكما تكون المسؤولية أكبر على عاتق الأثرياء والأغنياء على وجه الخصوص لهذا الوطن. ولنا في عثمان ابن عفان رضي الله عنه خير قدوة فقد جهز ثلث الجيش من ماله الخاص. وقد ينفق بعض أصحاب رؤوس الأموال في الأعمال الخيرية مثل بناء المساجد خاصة وهذا أمر محمود ومشكور، ولكن لماذا لا نبني إضافة إلى ذلك المدارس والمستشفيات ودور الأيتام والمجمعات السكنية…الخ ثم نهديها للوطن فهذا يساعد في حل بعض الأزمات والمعانات التي يعيشها المواطن، فلابد من وقوف القطاع الخاص جنبا إلى جنب مع القطاع الحكومي في بناء الوطن. وكما أقترح أن تكون هناك مسابقة لمدة ثلاثة ايام في الاختراعات في اليوم الوطني كل عائلة قادرة او شاب او فتاة او طفل يجب عليه ان يصنع اختراعا او عمل مشروع يستفيد منه الوطن ويكون هناك ثلاث جوائز في المراكز الثلاثة الأولى ويكون هناك مكان مخصص لهذه المسابقة في كل مدينة ومحافظة لعرض المشاريع والاقتراحات والحلول ويكون هناك تصويت من المواطنين على هذه الحلول والمشاريع والاختراعات لما يرونه جيد وتستفيد منه مدينتهم وتطبق المشاريع والاختراعات الحاصلة على التصويت الاكبر ويتم اعطاء اصحاب المشاريع الفائزة مبلغ مالي جيد وبعد هذ تجمع كل هذه المشاريع والاقتراحات وتشرف على دراستها لجنه للاستفادة منها فمنها استفدنا من طاقات الشباب وفي نفس الوقت يشعرون بقيمة وطنهم وافادوا انفسهم ووطنهم من خلال ذلك وهذه في نظري أفضل من مسابقه مهرجان المزايين وشاعر المليون التي ليس منها فائدة تعود على الدولة او الشعب، فالوطن هو بيتنا ونحن أهله نعيش من أجله ونذود عنه. فكم هو جميل أن نحتفل باليوم الوطني لنذكر تضحيات الآباء والأجداد ونغني له ولكن الأجمل أن نعمل له وأن نضحي من أجله !.
سلمان محمد البحيري

About سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

Check Also

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …