لست وحدك

سيأتي يومُ وتستيقظ من نومك في الصباح ناسيًا كل ما قد حدث لك، و تكون متصالحاً مع كل الذي مربك وراضيًا عن كل الذي حدث وبأن ذلك خيرة من الله، ولكن الأجمل مع مرور الوقت ستشعر بأنك ستكون شخصاً جديداً،لأنك قد تعلمت من هذا الألم وأصبحت تفضل الوحدة كثيراً، ولاتريد التعلق بشخص أو أن ترفع سقف توقعاتك فيه،غير منتظر أي شخص ولا أي شيء، ليشعرك بقيمة نفسك، وأن من يعرف قيمتك الله ثم نفسك، مدركاً حقيقة أنه لا يوجد في هذه الحياة الدنيا شيئاً ثابت، وأنها كلها هي مجرد عدة أشياء قابلة للغياب أو للتغير أو الاستبدال أو الرحيل للعالم الآخر، وقس على ذلك الأشياء الأخرى التي أنت تحبها فالمعطي الله والذي قد أخذها منك هو الذي أعطاك إياها وكذلك المشاعر و الناس،وبأن الحياة هي مجرد مجموعة من “التغيرات”، ودوام الحال من المحال، تأتي إليك وتذهب ، ثم ليأتي غيرها لتذهب أيضاً، فلا تلم قلبك ولا تؤلمه، برغم أن قلبك جميل ومحب للآخرين ،فالعيب ليس منك ولا في تربيتك وأعلم بأنه ليس وحدك من يشعر بذلك، ورفقاً بقلبك الجميل الحساس والذي إذا لم تداوه وتهون عليه سينكسر، مرة تلو الأخرى تلو الأخرى، من كلمة من غريب أو من خذلان من قريب، أو من هجر محب أو رحيله للعالم الآخر وأشياء أخرى  وسيأتي عليك أوقات وستسمع صوت انكسار قلبك يحدث ضجة مابين حناياك في أرجاء روحك،ستبكي وستتألم ولكنك ستكون على ما يرام إذا شكوت ذلك لله وتجاوزت ذلك،وسيصبح كل شيء علي ما يرام، لذلك ضع هذه الأمور في حساباتك فكل شيء سوف يمر ويُنسى والحياة تستمر ،وكل شيء سوف يصبح على ما يرام،و ستدرك جيداً بأن تلك ليست المرة الأولى لك في الحزن ولن تكون الأخيرة، ولكن في كل مرة ظننت أنك لن تستطيع التحمل و الاستمرار وبرغم ذلك أستمررت في مشوار حياتك، وفي كل مرة شعرت بالغرق نجوت، وفي كل مرة شعرت بالموت فيها، تشبثت يديك في الحياة ولأنه لم يزل في حياتك بقية من العمر، فلذلك سامح وتجاهل وتغابَ لكي لا تعيش بمشاعر سلبية تؤذيك في حياتك وصحتك ،وليكن لديك يقين في الله بأن الله يخبئ لك من السعادة والأقدار الجميلة ويصرف عنك من الأقدار السيئة، ولكنك لاتعلم وكل ذلك بسبب قربك من الله لذلك لست وحدك إذا كنت مع الله فلن يضرك غياب أحد أو خذلان قريب أوبعيد.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …

اترك تعليقاً