لا تخف فالله معك

لماذا القلق والهم؟! الله قد خلقك من طين ونفخ فيك من روحه، ورعاك وأنت لاشيء يذكر في ظهر أبيك، تتكون من نطفة من ماء أبيك وأمك ثم وأنت علقه ثم مضغة في رحم أمك حتى بدأت تكبر يوماً بعد يوم ،وخلق لك شكلك وحواسك وسمعك وبصرك في أحسن تصوير، وجميع مافيك ثم غذاك وحماك حتى كبرت في رحم أمك، ثم أخرجك من رحمها فيسر أمرك ورزقك من ثدي أمك وسخر لك أباك ليطعمك من أرزاق الأرض ليقوى بدنك، ولكي تكبر وتعينك على طاعته وشكره، لذلك من الجحود بعد مرورك بهذ المراحل بأن تعصيه وتجحد خيراته، وأنت كنت ضعيفاً لا حول لك ولا قوة ، لذلك أنت تكون قويًا لأن الله معك، وأنت غنيُ لأن الله رازقك ، لذلك لا تهتم وتقلق واطمئن وكن مُنشرح الصّدر لأن الله وليُّك، لأنه يبدل ضيقك بفرج وبعسرك يسراً،فهو سبحانه لم يخلقك لكي يقهرك  أو يعذبك أو يهملك ، ولكنه يختبر إيمانك مابين فترة وأخرى بمصاعب تواجهها في حياتك ليرى هل ستصبر وكيف ستواجهها وتتخطاها لكي تتعلم  منها وقال تعالى”واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم ” إنها لآية عظيمة جدًا، فيها كمية رحمة لا يمكن لعقل معرفة حجمها ولا ماهية قدرتها، آيه تدفع المتدبر فيها للتفكير طويلًا والتأمل ، لذلك الله سبحانه وتعالى يعتني بنا و يخبرنا فقط أن نصبر وأن نتوكل ونثق به حق التوكل والثقة ،فلا شيء أعظم من أن يعتني بك رب الرحمة ،هذه الآية تشعرك باللطف ،بالرحمة والعظمة التي يتصف به الله تعالى  فهذا في الحياة الدنيا ،وأيضا في حياة البرزخ في القبر ستعود لرحم أمك الأولى والتي هي الأرض التي خلقت منها ، فبرحمته أيضاً لن يتخلى عنك، ولن يدعك تستوحش في قبرك ولكن لا تظلم أحداً و اعمل ماتستطيعه من الأعمال الصالحة في الدنيا، حتى تجد مايؤنسك في قبرك، ولكي تأتيك الملائكة تزورك مابين فترة وأخرى  إما بسبب دعاء لك من أقاربك أو أصدقائك أو ناس قد أصلحت بينهم بعد عداوة أو صدقة جارية يصل لك اجرها وأنت في قبرك أو عمل أو عِلم ينتفع به أو أشخاصٍ قد عملت معهم خيراً وقضيت حاجاتهم بالسر في الدنيا قال بعض السلف: الدعاء للأموات بمنزلة الهدايا للأحياء، فيدخل الملك على الميت ومعه طبق من نور عليه منديل من نور فيقول: هذه هدية لك من أخيك فلان، من عند قريبك فلان قال: فسيفرح بذلك كما يفرح الحي بالهدية، فالله سبحانه أكرم من أن ينساك أو يخذلك أو يتكبر عليك، فلا تهتم ولا تغتمّ ولا تحزن، وثِق بأن الله دائمًا وأبدًا معك ولكن أحسن الظن فيه وأعمل و توكل عليه.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …

اترك تعليقاً