عن إرادة حيوان آخر

كنت في السيرك أشاهد قرود الشمبانزي المدربة ، تركب البسكليتات و تجري بقباقيب الانزلاق ،و كنت أرى السباع والنمور المفترسة تلعق خد مدربها في خضوع ، و عجبت أشد العجب للإنسان الذي ساد مملكة الحيوان كلها و أخضعها لأمره و إشارته،كيف لم يستطع أن يخضع الحيوان بداخله .؟!

إنه لا شك يستطيع بدليل ما أرى أمامي ، و لكنه هذه المرة لايريد ،فقد اختار أن يترك حيوانه الخاص على سجيته ليلعب معه لعبة اللذة .

اختار أن يتركه على حريته ليقاسمه هذه المصلحة العاجلة ، والإنسان المكير يفعل ذلك بخبث و يدعي أنه ضعيف و أن حيوانيته غلبته ، و لكنه يكذب ليبرر لنفسه ما يختلس من لذات !

و ما أجرأه على الكذب ذلك الذي مشى على القمر و ارتحل إلى النجوم ، و أخضع وحوش الغاب حينما يدعي “أنه لا يستطيع أن يحكم الوحش بداخله “.

د. مصطفى محمود رحمه الله
من كتاب ” من أمريكا إلى الشاطئ الآخر ”

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …