لماذا حدثت ثورات الربيع العربي؟!

من خلال الأحداث التي جرت في بعض الدول العربية من ثورات للشعوب أو ما يسمى إعلاميا بثورات الربيع العربي حيث كان ذلك بسبب المعاناة الطويلة من الفقر والحرمان والقهر والذل وكذلك لرؤية هذه الشعوب انتشار الفساد حتى فاحت رائحته وأن المنتفع من موارد الدولة هو الرئيس وأقاربه وحاشيته أو بعض المسؤولين في الدولة، مما جعل هذه الشعوب لاتلمس أي تحسن على معيشتها ولا تستطيع أن تعيش بكرامتها ،و لقد حاولت تلك الشعوب إيصال صوتها بالحوار عن طريق الوصول بالقنوات النظامية والسلمية للإصلاح عن طريق مؤسسات الدولة لكي تقوم بالإصلاحات اللازمة، ولكن لم يجدوا أحد يهتم بهم أويسمع له ويحل مشاكلهم ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل أن أي أحد يبدي إهتماما نزيهاً بالإصلاح يتهم بالتمرد والعصيان، ولقد وصل الأمر إلى مواصلة قهر السلطة لهذه الشعوب باالإعتقالات من غير محاكمه والحكم بالحديد والنار والتصفية الجسدية أحياناً أخرى والذي أستمر لعقود طويلة من التعسف، مما أدى هذا إلى غليان شعبي نتج عنه في أول الأمر لأعتصامات ثم مظاهرات والمطالبة بالتغيير وبإستقالة الحكومة ورحيل الرئيس عن الحكم كما حدث في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا ،والسبب أن من تولى السلطة يعتقد بأن السلطة غنيمة له ولأسرته يجب إستغلالها للمصالح الشخصية والإنتفاع بها والخروج بأكبر قدر ممكن من الثروة، ويتم التصرف كما لو أن موارد الدولة هي حكراً عليهم وملكاً لهم وكل ذلك من قوت الشعب، كما لايوجد الإهتمام بالبنية التحتية وتطويرها وتطوير الخدمات مثل التعليم والرعاية الصحية أو تنمية الإقتصاد والصناعة والحرص على مكافحة الفساد أو الحرص على تنويع مصادر دخل للدولة لينعكس  ذلك على دخل تلك الشعوب، ومن هنا جاءت الكوارث وحسب إحصائية من صندوق النقد الدولي تتحدث عن خسائر الدول العربية التي شهدت ثورات الربيع العربي حيث قدرت الخسائر 55 مليار دولار أما أكثر دول خسرت فهي من شهدت مواجهات أكثر دمويه وهي ليبيا وسوريا ثم تليهما مصر وتونس واليمن فعلى الدول الأخرى الإستفادة من هذه العبر والدروس والبدء من الآن في إجراء إصلاحات سياسية وإقتصادية وليست شكلية لتلمسها الشعوب في حياتها اليومية لأن الذي تطلبه هذه الشعوب حق مشروع وليس مستحيلا وهو الرغبة في العدل والعيش بكرامه .
سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …