قال لها معاتباً في رسالة أخيرة ” في حياتي قد استوعبت مراراة الآلام وصدمات الحياة وتم تجاوزها ماعدا رحيلك، فلازلت في مرحلة الذهول وعدم التصديق، فلو كان بسبب النصيب لكنت مؤمناً بذلك وتقبلتها بصدر رحب لأنه هذا القدر ،ولكن شعوري بالصدمة والتي قد عقدت لساني في وقتها بأنها قد جاءتني منكِ أنتِ نعم أنتِ ،حيث لم أصدق ذلك حتى الآن، و لم أستوعب اتهاماتك لي والتي كانت كالسيل الجارف الذي جرفني و بعثرني وكدت أن أغرق ،لأنكِ لم تعطني فرصة للدفاع عن نفسي ولم تصدقيني ، فلماذا سمعتِ من العذال فيني ؟! ولماذا سمحتِ لهم بالكلام السيء عني وهل أنا إلى هذه الدرجة سيء و سافل في نظرك ؟! أين قلبك عما قاله لسانك عني ؟ّ!وأنا متأكد لو أنكِ سألتِ قلبك عني سيعرفني أكثر منك ولكني سأذكرك بقوله تعالى” ياأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على مافعلتم نادمين” وقول الرسول عليه السلام ” إيما رجل أشاع على رجل مسلم بكلمة هو منها بريء ليشينه بها في الدنيا كان حقاً على الله أن يذيبه يوم القيامة في النار” وقول الرسول عليه السلام ” من ذكر امرأً بما ليس فيه ليعيبه بما ليس فيه حبسه الله في نار جهنم حتى يأتي بنفاذ ماقال فيه”.
سلمان محمد البحيري
شاهد أيضاً
حكاية باب!
لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة لتحديد ملامحي النهائية. كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …