يعتقد بعض الأشخاص أن الوسامة هي التي ستلفت إنتباه الفتيات له، وتجعله يحظى باحترام الآخرين وتشبع لديه «مركب النقص» الذي في داخله، وربما قد يتحول هذا «النقص» إلى أمر خطير إذا تجاوز حدود المعقول، وقد يصل الأمر به الهوس للقيام بعمليات تجميل ،وقد تنعكس على سلوكياته وتصل إلى التعالي على الآخرين والغرور والكبر والإعجاب بالنفس والانحراف وربما الشذوذ، كما قد يواجه الوسيم الذي يحمل هذه الصفات بعدم الاحترام والثقة والتهميش من الآخرين بسبب تعاليه على الآخرين مما قد يثير الحقد في نفسه تجاههم، والسبب الرئيسي هو وجود مرض نفسي أو خلل في فهم الحياة ونرجسية مفرطة لدى هذا الشخص تجاه نفسه، واعتقاده بأن الوسامة هي السعادة و الطريق إلى النجاح والشهرة والمال وإعجاب الآخرين ومحط أنظارهم، فالوسامة في نظري ليست كل شيء، فما فائدة الوسامة ولكن الروح قبيحة والعقل فارغ لايوجد به فكر ،إذاً الوسامة تتجلى في العقل الباطن وهو مايسمى بجمال الروح الذي لايشيخ ولايموت ،حيث يظل هذا الجمال مخلداً جمال صاحبه في حياته وحتى بعد رحيله فالوسامة الحقيقية هي في أخلاق الرجل وثقافته و رقي أسلوبه مع الآخرين و احترام الرجل لمبادئه لوالديه ولأسرته ومقدراً للمسؤولية الملقاة على عاتقه واحترامه لمعاني الرجولة من خلال علمه وعمله ،بحيث يترك بصمة في حياته وأسرته ومجتمعه ولايكون على الهامش ، إذاً هذه الأمور تعتبر أساساً صلباً ليصبح الرجل ناجحاً وعظيماً في المستقبل وتصبح له شخصية يقتدي بها الآخرون ويشار له بالبنان،فهذه بنظري هي الوسامة، وحتى لو كان الرجل شكله عادي.
سلمان محمد البحيري