لماذا الأدب الجزائري شحيح لدينا ؟!

في النصف الأخير من العام الفائت لعام 2017م كنت مهتماً بالثقافة الجزائرية ،حيث تعرفت عليها أكثر من خلال كتابات الدكتوره والروائية الشاعرة أحلام مستغانمي عن طريق بعض القنوات الفضائية وحضورالروائية أحلام إلى معارض الكتاب في الإمارات والكويت، وعندما إختارتها اليونسكو لتصبح سفيرة اليونسكو من أجل السلام والثقافة والعلوم بإعتبارها إحدى الكاتبات العربيات الأكثر تأثيراً لأن مؤلفاتها من بين الأعمال الأكثر رواجاً في العالم وفي عام1982م مُنحت شهادة الدكتوراة في علم الاجتماع من جامعة السوربون في باريس ولقد كانت لدي بعض رواياتها الجميلة مثل الأسود يليق بك وذاكرة الجسد فوضى الحواس عابر سبيل قلوبهم معنا وقنابلهم علينا،ثم دفعني الفضول والشغف إلى قراءة روايات للروائي الكبير واسيني الأعرج والذي يشغل اليوم منصب أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السربون في باريس ويعتبر من أهم الأصوات الروائية في الوطن العربي حيث ترجمة أعماله إلى العديد من اللغات الأجنبية مثل الفرنسية والأنجليزية والألمانية والإيطالية والسويدية والدنمركية والأسبانية وبل حتى للعبرية، وكذلك أحببت أن أقرأ للروائي الكبير ياسمينه خضراء وهذا هو الاسم المستعار للكاتب الجزائري محمد مولسهول والذي رواياته مشهورة في أوربا وأمريكا وخارج الوطن العربي أكثر من وطنه الجزائر وفي الوطن العربي برغم أن أعماله قد ترجمت من الفرنسية إلى العربية وإلى عدة لغات ولقد تم عمل بعض رواياته كأفلام في هوليود ولقد بحثت عن أعمالهما فلما أجدها في المكتبات الكبرى مثل مكتبة جرير ومكتبة العبيكان وبحثت عنها في مكتبة الملك عبدالعزيز ومكتبة الملك فهد الوطنية فلما أجد لهما أي روايات والذي لفت نظري هو ماشاء الله تواجد جميع أعمال الروائية أحلام مستغانمي بكثرة في جميع المكتبات، لذلك أضطررت لطلب روايات واسيني الأعرج وياسمينه خضراء من مكتبة جملون في الأردن ، فلماذا لاتوفر أعمالهما الروائية للقراء في المكتبات لدينا؟! ولماذا لايدعى مثل هؤلاء القامات الثقافية في فعالياتنا الثقافية مثل معرض الكتاب في الرياض وجده لكي يلتقوا بمثقفينا ،وفي نفس الوقت يتعرفوا على ثقافة بلادنا ويطلعوا على التطور لدينا بالإضافة إلى إلتقائهم بقرائهم؟! فمثل هؤلاء الأدباء معروفين ليس فقط على مستوى الجزائر و العالم العربي ولكن على مستوى العالم، وسيجذب القراء وتكون هناك قيمة شرائية كبير أعلى في الكتب ويكون لدينا زحم أعلامي أكبر ولكي نجعل القراء لديهم الفضول في البحث عن الأدب في الأعمال الروائية والشعرية، ولقد كان الملك سعود – رحمه الله- من المنفتحين على قضية الجزائر على المستوين الشعبي والإعلامي حيث كان الدعم في الإعلامي في الإذاعة والتلفزيون وكانت تجمع التبرعات للمجاهدين الجزائرين ضد الإستعمار الفرنسي ولقد كان الأدب الجزائري يكتب في البداية باللغة الفرنسية ولكنه بروح عربية جزائرية وهذا يظهر في كتابات الروائي والشاعر كاتب ياسين، والروائي محمد ديب، والكاتبة آسيا جبار ،والذين أرادوا مخاطبة الشعب الجزائري بلغة يقرأها جيداً لأن الشعب الجزائري كان متأثراً بالثقافة الفرنسية حيث قد فرضت عليه بالقوة,ولكن ذلك تغير بعد الإنفتاح على القنوات الفضائية وإقامة المعارض الدولية للكتاب وإنتشار اللغة العربية في المطبوعات والتواصل عن طريق الأنترنت،حيث كانوا في السابق معذورين و لم يعرفوا اللغة العربية جيداً لأن المحتل الفرنسي قد منع تعلم اللغة العربية آنذاك،ولكن بعد ذلك لم تعد الكتابة باللغة الفرنسية مقبولة من الشعب الجزائري بعد أن أصبحت الجزائر بلد المليون شهيد، وبها أكثر من خمسين جامعة وكل جامعة تصدر بها مجلة باللغة العربية تحتوي على بحوث ومقالات لكتاب من كافة الدول العربية ولقد كان المثقفين في السعودية في ذلك الوقت يعرفوا قادة المجاهدين ضد المحتل الفرنسي مثل يوسف بن خده وأحمد بن بله وهواري بومدين كما يعرفوا في الوقت الحاضر عن الأدباء الجزائرين أكثر مما يعرف عن أعمالهم الروائية، كما أن الأعمال التي قد كتبت لهؤلاء الأدباء الجزائرين باللغة الفرنسية وتم ترجمتها للعربية ،لم تجلب الشهرة لها بسبب الترجمة ولكن لأن الأعمال رائعة التي كتبت بها هي التي جعلت تأخذ حقها من الشهرة ،فلذلك أدعو وزارة الإعلام وهيئة الترفيه إلى توجيه دعوة لهؤلاء الأدباء وتسهيل دخول أعمالهم الروائية من خلال الفعاليات الثقافية التي تقام عندنا وخاصة أن بلدنا قد أخذ ينفتح أكثر من السابق على العالم والثقافات الأخرى.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …