الوالدين في كبرهما يشعرون بالخجل والضعف الشديد بعد القوه، وبالحاجة بعد العطاء، وأنه لم يبقى لهما في العمر كثر مامضى، فيحتاجون منا بأن لا نشعرهما بضعفهما أو بأنهما ثقلاء علينا، وأن نقف معهما في مرضهما وحتى لو وصلوا لدرجة انهما لا يستطيعا الذهاب لدورة المياه بأنفسهما ولبس ملابسهما، كما لانشعرهما بأننا قد مللنا من تكرار كلامهما،ونستهزء بهما أو نتضايق من كثرة نسيانهما حتى لنا كأولاد لهم وأحفاد بسبب الزهايمر، فهما كانوا من قد علمنا الكلام والمشي والأكل و حملونا ونحن في شدة ضعفنا وربونا وعلمونا حتى كبرنا و لذلك هما ينتظرون منا الإحسان لهما.
سلمان محمد البحيري
شاهد أيضاً
حكاية باب!
لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة لتحديد ملامحي النهائية. كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …