كيف تكون مثلهم وتفعلها؟!

في هذه الحياة يجب أن يكون لديك شغف تعمل عليه ، هدف تريد تحقيقه بأسلوب مختلف عن الآخرين، بحيث يكون لك بصمة مميزة مثلك مثل أي شخص قد نجح في جميع مجالات الحياة ،فمثلاً هناك رجال أعمال قد بدأوا بدايات بسيطة ثم كبروا مع مرور الزمن بسبب عملهم الدؤوب والجاد بسبب استمتاعهم بما يقومون به لتحقيق هدفهم الذي يريدون الوصول إليه ثم بعد برهة من الزمن إذا هم قد أصبحوا ناجحين ويشار لهم بالبنان مثل الراجحي والسبيعي وابن رصيص وأبن كليب حيث كانت بدايتهم في مقيبرة حمالين ( بزنابيلهم )،وأما الزكري فقد كان يعمل في مواد البناء والحديد وأما سليمان الراجحي فقد توجه بعد ذلك للصرافة في المقيبره في نفس المجال الذي يعمل به السبيعي حيث كان يبسطان على الرصيف لبيع الريال الفرانسي والعربي، وكما كان هناك رجال آخرين مثل راشد الطمرة رحمه الله حيث كان مؤذناً في مسجد ثم دخل في مجال الأجهزة الكهربائية مثل التلفزيون والراديو والحصول على بعض وكالاتها وأما إبن سعيدان فقد كان موظفاً حكومياً ثم ترك الوظيفة وتوجه للعقار وكذلك محمد بن خميس حيث كان موظفاً كبيرا في الرئاسة العامه لتعليم البنات وقد ترك الوظيفة وتوجه للعقار وكذلك ابن كليب و ابن موسى  فكل هذه المجموعة الأخيرة قد عرفت بهذا المجال، أما في المجال الأدبي فهناك العقاد ونجيب محفوظ والرافعي وطه حسين وأحمد شوقي وجبران خليل جبران وغازي القصيبي وغيرهم فقد قال ستيفن كينج ” نعم لقد قمت بصفقة رابحة باكتساب الأموال من خلال رواياتي الخيالية لكني لم أضع كلمة واحدة على الورق وأنا أفكر بتقاضي الثمن مقابلها ،لقد كتبت ذلك لأن ذلك يستحق الإشباع لي فقلتها من أجل الإثارة وقلتها من أجل الشعور بالمتعة وإذا كان بإمكانك أن تفعل الشيء لأجل المتعة فسيكون بإمكانك فعله للأبد”وأما في المجال الفني فهناك من قد حقق نجاحاً بطريقته الخاصة وبأسلوبه المميز مثل أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ وفريد الأطرش وطلال مداح ومحمد عبده وأما بالمجال الفني بالرسم فهناك ليونارد دافنشي ومايكل انجلو وسلفادور دالي وبيكاسو وفان جوخ والذي لازالت لوحاتهم تباع في المزاد ببعض المتاحف بأسعار خيالية وهم أنفسهم لو كانوا أحياء لم يتوقعوا بأنه سيكون عليها مثل هذا الأقبال ولا تباع بهذه الأسعار،والسبب لأنهم قد عشقوا شغفهم الذي يؤمنون به ،والشيء بالشي يذكر فابنتي الرسامة أماني تشعر بالمتعة في ممارسة أنواع الرسم ولقد كنت أشجعها في صغرها حيث كنت أحضر لها أنواع الكراسات والألوان والأسيكتشات التي بها رسومات غير ملونة وتقوم بتلوينها فأخذت هذه الموهبة تكبرمعها حتى طورتها وأصبحت مدربة رسم تقوم بورش في هذا المجال، لذلك حينما تكون بدون حلم تحققه في هذه الحياة تصبح تائهاً، لذلك لابد بأن يكون لديك شغف لرؤية محددة تريد تحقيقها وفق قائمة تعمل عليها وعلى تطويرها ستواجهك مصاعب وعثرات ولكن انهض وأصلح من الخطأ والخلل إن حدث واستفد من تجارب الآخرين ومشورة شخص له الخبرة والثقة ويحب لك الخير ،لذلك صف ذهنك وركز على هدفك وأبعد نفسك عن الغضب والحسد والكراهية والغرور والكبر وجميع المشاعر السلبية والتي ستؤثر حتماً على قلبك وتشل عقلك وتفكيرك وتطمر موهبتك بداخلك إذا شغلت نفسك بها،ولكن أشغلها بشغفك ورؤيتك فلو فعلت ذلك حيئذ ستصل وتكون في المستقبل القريب شخصاً ناجحاً يشار له بالبنان بشرط أن لاتجعل حلمك يموت ولكن أسقه باهتمامك وعملك الجاد وفكرك حتى يخرج إلى النور إلى عالم الواقع، وعليك بأن تؤمن بنفسك وتثق بما تقوم به من عمل  بسيط والذي سيكبر مع مرور الوقت من خلال كثرة التجارب ومعرفة الخطأ وإصلاحه وتطويرك لهذا العمل لكي يكبر،فعليك بأن تعمل لهدفك بعشق وأنت مستمتع من خلال وضع خطة عمل والبدء فيها فكلما عملت بجد ومتعة وطموح وبدون استسلام فكلما  قطفت ثمرة النجاح في المدى القريب بدون أن يؤثر عليك كلام الحاقدين والمحبطين ،وأنت في بداياتك ستنجح في تحقيق حلمك وأنت تعمل عليه كثيراً في وقت كان لايبالي أحد بك ولا بما تقوم به ولا كان أحد يشعر بك ولم تكن تلفت نظر أحد “ولكن حينما تستطيع وتفعلها ” فلن تنتظر من الناس أن يهتموا بك ولن تأبه لهم إن وافقوك أو عارضوك أو أعجبوا بك أو اعترضوا عليك لأنك لاتحتاجهم لأن لديك الإرادة والموهبة ،ولأنك قد أصبحت إنساناً لايستسلم وقد عرفت الخطة السرية للنجاح ،وعندما تنجح فلا تجعل نجاحك يعبث بعقلك ولا تجعل من فشلك ينال من قلبك وروحك، فمهما واجهت من المصاعب والإخفاقات فلا تستسلم وأصر على تحقيق هدفك فإنك لا تعرف ماذا سيحدث، لأنك ستكون ملهماً للآخرين فلا تفقد شغفك ولا تفوت عليك الفرصة فأنت لا ينقصك شيء فالله قد خلقك وقد جعل في داخلك كل شيء لتحقق به النجاح في حياتك، ولكن عليك البحث عن هذا الشغف بداخلك عن الجوهرة التي بأعماقك فمهما واجهت الكثير من المشاكل من الإخفاقات والألم والهزائم والإحباطات فاصمد وانهض، وأثناء ماأنت تقوم بذلك ستنكشف لك أشياء بداخلك لم تكد تعرفها من قبل ،وماستدركه بأن الله قد خلق فيك سر العظمة بداخلك لأنك خليفته في أرضه وتستطيع أن تتغلب على مشاكلك وتنجح وتحقق أحلامك ،ستجد بعد ذلك بأنك لا تحتاج بأن تقدم نفسك للآخرين لأجل أن يعرفوك ،ولكن الآخرين هم الذين سيبحثون عنك  ليتحدثوا معك لإنك قد أصبحت ملهماً لهم فأنت حينها ستكون مشهوراً ومحط  أنظار الناس وسترى الكثير من يأتي إليك ويطلب منك بأن يصور معك سيلفي أو يطلبوا منك لقاءً صحفياً أو تلفزيونياً ، فليس أجمل حينما تشعر بأنك قد لاقيت في مشوار نجاحك متاعب ومصاعب ولكنك بالإرادة وعدم اليأس قد تغلبت عليها وأنك قد صنعت نفسك بنفسك ،ولكن إذا وصلت إلى هذه المرحلة إياك ثم أياك بأن تتكبر على الناس وخاصة الذين قد أحبوك وآمنوا بك وشجعوك وحفزوك وقالوا لك في بداية مشوارك بأنك تستطيع أن  تفعلها وتحقق نجاحك وأنهم كانوا يفرحوا لك بتحقيق أي إنجاز تقوم به ،بينما الآخرون قد استهزأوا بك وقللوا من شأنك، وضع في بالك أيضاً بأنه كما للمال زكاة فإن للجاه والمنصب والنجاح زكاة حتى يبارك الله لك،فإن النجاح الذي أنت فيه مطلوب منك بأن تقدم منه شيئاً لتساهم به في وطنك ومجتمعك بما تستطيع لكي يعود بالنفع على الجميع.

سلمان محمد البحيري 

About سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

Check Also

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …