فكما أن الشكل الفني لنجاح الرسام يكمن في ضبط أدواته الفنية والمتمثلة في الألوان والمساحة والخطوط والأبعاد، وعند الفنان الموسيقي بكلمات الأغنية واللحن والأنغام والإيقاع، فكذلك الأدوات الفنية لنجاح الكاتب تكمن في الحدث والموقف والحوار والشخصية والصور التعبيرية والخيال،لذلك هم يستطيعوا بأن يؤثروا في نفوس الناس والوصول للعمق الذهني والشعوري لديهم وتخليصهم من القلق وضغوط الحياة و الآلامها ،وذلك حينما تتم معالجة هذا الواقع المؤلم وتعويضه بالفكر والخيال عند طرح الإيمان والأمل والتفاؤل في قوالب فنية موجودة في إبداع الرسام والفنان الموسيقي والكاتب، وذلك عن طريق الغوص والتعمق وملامسة الألم بسبب مرارة ظروف حياتنا الصعبة مما ينتج عن هذا الإبداع الفني إلى إمتصاص هذا الإضطراب من الجهاز العصبي لكي تنقله من مرحلة التوتر والقلق إلى مرحلة الهدوء والصفاء والإستقرار والوعي مما ينتج عن ذلك راحة البال لإنه تم التخلص من الإختلاجات المكبوتة والتي تقض مضجع القلب والروح والعقل.
سلمان محمد البحيري