وحيداً في المنزل

في إجازة نهاية الأسبوع وحينما كنت في المنزل وحيداً و بعدما قضيت وقتاً ممتعاً في القراءة والكتابة، شعرت بالجوع و فكرت بأن أذهب لأحد المطاعم لأتعشى،أو أطلب أكل عن طريق أحد التطبيقات ولكني بعد تفكير قررت بأن أطبخ وخاصة أن البنات وأم محمد غير موجودين في المنزل لأنهم قد ذهبوا في نزهة مع بعض ألأقارب فقلت فرصة لكي آخذ راحتي في الطبخ لأنهم لن يسمحوا لي بأن أدخل المطبخ، ليس لأنني لا أعرف الطبخ ولكن لكي يريحوني ولأجل أني أترك المطبخ في حالة يرثى لها,فقررت بأن أطبخ مكرونة باللحم المفروم والباشميل فأخرجت اللحم المفروم البقري والذي قد إشتريته طازجاً من يومين من الجزار وجعلته يفرم لي كل نص كيلو في باكيت ويغلفه ولذلك أخرجت بكت و وضعته في إناء به ماء لكي يفك من الثلج ،وأخرجت بصلتين متوسطه ومكرونه أقلام وأخرجت الجبنة البارميزان المبشورة من الثلاجة وفلفل بارد متوسط الحجم وأصبع زبده والمشروم الطازج ولتر حليب وقربت الطحين والبهارات والملح والزيت والصلصة فجلست في البداية على كرسي الطاولة في المطبخ وبدأت بتقطيع البصل والفلفل البارد،و قطعت من المشروم ،ثم ركبت القدر على الفرن ووضعت فيه كميّةً من الماء على النار حتى يغلي، ثمّ أضفت إليه ملعقتين كبار من الملح وكذلك من الزيت، وبعد ذلك وضعت المكرونة في القدر لكي اسلقها حتى تنضج،ثم تركتها لتغلي على النار لمدة 15 دقيقة حتى نضجت المكرونة، و قمت بعد ذلك بتصفيتها في الصفاية وغسلتها بالماء البارد، بعد ذلك أحضرت المقلاة ووضعت فيها الصلصة والملح والفلفل وورقة غار وجوزة الطيب ثم أضفت عليها ماء وتركتها تغلي لمدة خمس دقائق ثم وضعت الصلصة على المكرونة لكي تتشرب بالصلصة وقلبتها ووضعتها جانباً لكي تطعم بها أكثر،بعد ذلك أحضرت نفس المقلاة ووضعت بها اربع كبيرة ملاعق من الزيت ثم أضفت البصل والفلفل البارد المقطعة ولقد كان بالمقلاة بقايا قليلة من الصلصة السابقة التي صنعتها وضعت اللحم المفروم والمشروم الطازج وملعقة كبيرة من البهار والملح وملعقة صغيرة من الباربيكا والفلفل الأسود والماجي في وأخذت اقلبها مع بعضها ولم اجعلها تنضج بحيث تكون نصف إستواء وقلبتها مع بعضها قليلا حتى تمتزج ثم تركتها جانباً، وأخرجت مقلاة اخرى لكي أقوم بإعداد صلصة الباشميل فيها، وقمت بوضع ملعقين كبيرة من الزيت في المقلاة لكي يسخن على نار متوسطة و ثم  أضفت اربع ملاعق كبيرة من الدقيق الأبيض وملعقة صغيرة من الفلفل الأسود ومكعب ماجي وأخذت أقلبه بالملعقة الخشبية حتى أصبح لونه ذهبي ثم أخذت أضيف من كوب الحليب السائل بالتدريج مع التقليب بالملعقة الشبكية حتى أصبح قوام صلصة الباشميل سميكاً ثم وضعت الصلصة جانباً وأشعلت الفرن على درجة 170م وأحضرت الصينية التي أعتزم بأن أضعها في الرف الأوسط من الفرن وبعد أن وضعت الصينية على طاولة المطبخ وضعت بها نصف كمية المكرونة ثم صبيت عليها الباشميل وأخذت أقلبها ثم وضعت طبقة من اللحم المفروم ووزعته بالتساوي وثم رشيت عليها بطبقة من الجبنة المبشورة بارميزان ثم وضعت طبقت مكرونة وبعد ذلك رشيتها بصلصة الباشميل وثم وضعت على الباشميل اللحم المفروم ووضعت مكرونه ثم أخيرا فوقها طبقة من جبنة البارميزان وفي نهاية المطاف قمت بسكب الزبدة التي قد ذوبتها على سطح العلوي لخلطة المكرونة وبعد ذلك قمت بإدخال الصينية في الفرن لمدة نص ساعه حيث كانت ناره مشعلة من تحت الصينية وثم بعد ذلك أطفأت الشعلة التي من تحت وأشعلت الشعلة التي من فوق لمدة عشر دقائق لكي يتحمر سطح الماكرونة الباشميلا ويصبح ذهبي ثم أخرجتها من الفرن وتركتها لكي تبرد وتتقاعل في الطعم وتتماسك،

 

وبعدما إنتهيت أخفيت معالم الجريمة ونظفت كل شيء بعدي في المطبخ ،وغسلت الأواني والمقلاتين اللتين قد إستخدمتهما ووضعت لي قطعه كبيرة في الصحن، ثم أخذت بالملعقة من المكرونة وعندما وضعتها في فمي كانت لذيذة جداً،وقد تذكرت جدي عبدالعزيز وأبوي محمد رحمهما الله حينما كنا نذهب للمزرعة،وكانا يطبخان ويعدان القهوة والشاي وقد تعلمت منهما الطبخ وقالا لي ليس عيباً بأن يتعلم الرجل الطبخ لكي ينفع نفسه في المستقبل،فيما لو سافر أو كان في رحلة مع الأصدقاء أو كان بعيداً عن أهله وحيدا مثل حالتي في المنزل وليس عنده أحد، وكما تذكرت حينما كان اولادي صغارا وكنت أطبخ لهم أحياناً ووالدتهم كانت منومة في المستشفى لفترة ليست بقصيره.
سلمان محمد البحيري

About سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

Check Also

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …