البحر يشبهنا

عندما أسافر فإن أفضل الأماكن التي أزورها هي المسرح والسينما والأوبرا والسيرك ،وأما الأماكن الطبيعية فهي التواجد في منطقة بكر حيث الهواء النقي والإنطلاق ورائحة الشجر والنباتات على إمتداد النظر لم تلوثها يد الإنسان بعد،وأحب الجلوس على شاطئ البحر حيث أعشق تأمله لأنني أحس بأنه يشبهني فأعشق البحر حينما يكون هادئاً وأمواجه هادئة عند شروق الشمس وغروبها أو حينما يكون البحر في ليلة قمراء فيكون ممزوجاً بهدوء وموسيقى الطبيعة حيث أشعر بالصفاء الروحي حينما أسمع أمواج البحر الهادئة فإن روحي تحادث البحر وتفضفض إليه بصدق ووضوح،وكذلك أشبه البحر في غموضه فأحتفظ بغضبي في أعماقي وأحكم سيطرتي عليه حتى لا أوذي نفسي أًو أوذي أحد، وأحياناً لا أستطيع بأن أكظم غضبي وأشبه البحر حينما يكون غاضباً بأمواجه العالية التي تضرب في السفن وأحجار الشواطئ، ولذلك لاتستطيع بأن تراه صافياً،فالإنسان الجميل مثل البحر حينما يكون هادئاً وصافي وتستطيع بأن ترى أعماقه القريبة، لذلك حينما تغوص في داخل هذا الشخص الهادئ فإنك تصل إلى أنفس الأشياء من  درر ولألئ وصدف ومرجان وجواهر في أعماقه فإلانسان حينما يهدأ يصفو ويروق ويتجاوز نوازع الشر والأحقاد وهذا مايسمونه الناس بالمعدن الأصيل، فيجبرك هذا الشخص الخلوق على إحترامه لأنه محبوباً وصادقاً وحينما تجلس معه وتستمع إليه تجد بأنه باذخ القيمة لأنه غنياً بلالئه ودرره ،والسبب هو جمال الروح في هذا الإنسان النبيل و لايكتشف قيمة هذا الشخص إلا من يجيد الغوص في  الأعماق.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …