أغداً ألقاك !!

((أغدا ألقاك))
قصة حب محزنة
غنتها أم كلثوم

كاتب القصيدة هو ( الهادي آدم ). شاب سوداني، كان طالبا في جامعة القاهرة بمصر
أحب فتاة مصرية طالبة معه وجن بها واتفقا على الزواج بعد تخرجهما. فلما تخرج تقدم الى عائلتها لخطبتها، فرفض والدها طلبه،
وأرسل العديد من الشخصيات للوساطة
ولكن لم تفلح.
عاد بعدها الشاب إلى وطنه السودان
وظل حزينا معتزلاً الناس واتخذ من ظل شجرة مقرا له.
وإذا بالبشرى تأتيه من البنت بأن والدها وافق أخيرا على
زواجه منها، فكاد لايصدق الخبر، وطار من الفرح
بانتظار الغد كي يذهب إليها ويخطبها.
وبدون شعور، ذهب إلى الشجرة وسحب قلمه
ليكتب رائعته.

*أغداً ألقاك*
*ياخوف فؤادي من غدِ*
*يا لشوقي واحتراقي*
*في انتظار الموعد..*
*آه كم أخشى غدي هذا*
*وأرجوه اقترابا*
*كنت استدنيه لكن*
*هبته لما أهابا*
*وأهلت فرحة القرب به*
*حين استجابا*
*هكذا أحتمل العمر*
*نعيما وعذابا*
*فمهجة حرة*
*وقلبا مسه الشوق فذابا*
*أغدا ألقاك*

*أنت يا جنة حبي واشتياقي وجنوني*

*أنت يا قبلة روحي وانطلاقي وشجوني*

*أغداً تشرق أضواؤك فى ليل عيوني*

*آه من فرحة أحلامي ومن خوف ظنوني*

*كم أناديك وفي لحني حنين ودعاء*

*يا رجائي أنا كم عذبني طول الرجاء*

*أنا لو لا أنت لم أحفل بمن راح وجاء*

*أنا أحيا لغد آن بأحلام اللقاء*

*فأت او لا تأتي او فإفعل بقلبي ما تشاء*

*أغداً ألقاك*

*هذه الدنيا كتاب أنت فيه الفكر*

*هذه الدنيا ليال أنت فيها العمر*

*هذه الدنيا عيون أنت فيها البصر*

*هذه الدنيا سماء أنت فيها القمر*

*فإرحم القلب الذي يصبو إليك*

*فغداً تملكه بين يديك*

*وغداً تأتلق الجنة أنهاراً وظلاّ*

*وغداً ننسى فلا نأسى على ماضٍ تولّى*

*وغداً نسهو فلا نعرف للغيب محلا*

*وغداً للحاضر الزاهر نحيا ليس إلا*

*قد يكون الغيب حلواً .. إنما الحاضر أحلى*

*أغداً ألقاك*
————————-

وذهب الهادي آدم إلى فراشه
ونام منتظرا الصباح
الذي لم يأتِ عليه
فقد فارق الحياة راحلا.

ولما علمت أم كلثوم بالقصة أصرت على غنائها
لتبدع في أدائها…

About سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

Check Also

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …