حينما أتحدث مع البعض،أراه خائفاً متشائماً من المستقبل وأنه على حد زعمه بأن الوضع غير مطمن في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية الحالية،وأن القادم سيكون أسوأ من الحاضر، فأقول أولاً لهؤلاء المستقبل بيد الله سبحانه،وهو لم يخلقنا عبثاً ثم أهملنا وتركنا لكي نواجه مصيرنا لوحدنا، ولكنه سبحانه كل يوم هو في شأن في أمور هذا الكون وما من شيء صغير أو كبير إلا حينما يقول له كن فيكون، وهو سبحانه قد خلق الإنسان ووضع فيه العقل الباطن كفيل بأن يحل له جميع مشاكله، كما أن الرزق قد كفله الله لجميع مخلوقاته، فلو أخذنا بكلام هؤلاء الخائفين فحياة أجدادنا وآبائنا كانت قاسية جداً،وكان الواحد منهم يعمل فقط لكي يجد ما يسد به رمق جوعه،وبرغم ذلك كانوا مؤمنين أشد الأيمان ومتفائلين بأن المستقبل سيكون أفضل وأن الخير من عند الله قادم لهم ولأولادهم ،ولذلك كان الجيل الذي من بعدهم والجيل الذي يليه أيضا مستقبلهم أفضل حيث شهدت حياة الأجيال الأخيرة تطوراً و رفاهية، فعندما تخاف من المستقبل وتقول بأن هناك أشياء سيئة سوف تشهدها حياتك، فإنك تبرمج عقلك الباطن بأن يتوسع فيها بتشاؤم وسوداوية ،فإنها تحدث لأن كل شيء تفكر فيه وتتوقعه فهو سيحدث لك ، لذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم ” تفاؤلوا بالخير تجدوه ” لذلك ما تفكر فيه بأنه سيحدث لك ستجذبه إليك سواء كان خيراً أو شراً وفق قانون الجذب، لذلك لاتظل تعيش في قلق وترقب للفشل لأنك ستكون مشلول الحركة وتبقى عاجزاً وسيجعلك تعيش في حالة إرتباك وغضب وخوف وبالتالي عدم توازن فلماذا تفكر بالخوف من الفقر أو الخوف من المرض أو الخوف من الحرمان أو الخوف من تكرار الفشل،لأن حظك سيء أو تفكر في الموت لأن حياتك بائسة، فاطرد هذه الأفكار السوداء من عقلك وكن متفائلاً بحدوث أشياء جميلة من سعادة ونجاح ورزق وأن حياتك بإذن الله ستكون أجمل، وكن دوماً مستشعراً بالامتنان لله شاكراً له على ما وهبك من نعم وكن قوياً بالله ثم بنفسك من خلال اكتشاف قدراتك وتطويرها وتحديد أهدافك ووضع الخطة والعمل على تنفيذها وتفاءل بأنك ستحقق النجاح ولو بعد حين،ولن يحدث لك ذلك إلا حينما تثق في الله ثم في نفسك وتشعر بقيمتك في الحياة.
سلمان محمد البحيري
شاهد أيضاً
حكاية باب!
لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة لتحديد ملامحي النهائية. كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …