المتتبع لما يجري في اليمن سيعرف بأنه قد اختطف من قبل جماعة الحوثي التي ادعت في شعاراتها بالإصلاح وهي في الحقيقة قد جاءت لتنفيذ أجندة إيرانية ومن أجل النهب والسيطرة على مقدرات البلاد مثل البنك المركزي ومعظم شركات ومؤسسات الدولة، وعلى الشركات النفطية واستنزاف هذه الأموال بشكل يومي. إن الحركة الحوثية دمية في يد الصفويين مع الأسف والتي تلقى تأييداً من الرئيس السابق المخلوع علي صالح مع تآمر وسكوت من بعض ضباط الجيش اليمني لغض النظر عما تقوم به الحركة من إرهاب وحرب طائفية ونشر للفوضى ضد السنة هناك في حرب قذرة، والدليل ما حدث من حرب إبادة في دماج وصعدة بسبب ما تلقى هذه الحركة من دعم من إيران لابتزاز الحكومة اليمنية، حتى يتم وصول الحوثي لكرسي الحكم تماماً كما فعلت داعش في سورية والعراق وحزب الله في سورية ولبنان.
وما يحدث في اليمن سيلقي بظلاله على العلاقات مع المملكة ودول الخليج والذي سيتضرر من ذلك هو بلا شك الشعب اليمني، وكما تهدف إيران من تحريك جماعة الحوثي للضغط على الحكومة ووضعها أمام الأمر الواقع، حتى توافق الحكومة على شروط حركة الحوثي ومن ضمنها تأمين منفذ لهم على البحر، ليتمكنوا من التحكم في مضيق باب المندب إذا جاءتهم الأوامر من أسيادهم في ايران للضغط على المملكة وزعزعة أمن دول المنطقة وتهديد مرور النفط لدول العالم والتحكم في حركة التجارة والملاحة الدولية والتدفقات النفطية والضغط على الدول الكبرى من أجل الملف النووي الإيراني، وعلى خلفية تفاقم الأوضاع الأمنية عقب استحواذ جماعة الحوثي على الحكم في صنعاء بالسلاح، فلقد وضع الجماعة في عزلة دبلوماسية أكبر، حيث أعلنت عدة دول تعليق أعمال سفاراتهم ومغادرة دبلوماسييها مثل المملكة والإمارات وتركيا وألمانيا وإيطاليا وقوى غربية أخرى في مقدمتها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا بالإضافة إلى اليابان وهولندا وفي رد فعل على ذلك أعلنت جماعة الحوثي أن تعليق الولايات المتحدة ودول أخرى أعمال بعثاتها الدبلوماسية “غير مبرر”!.
أما إيران الممول الرئيس للحوثيين بالسلاح والمال فقد اعتبرت أن هناك “أهدافاً سياسية” وراء سحب البعثات الأجنبية من اليمن. كما أدى انتقال الرئيس هادي إلى عدن إلى تشكيل ضغط أكبر حيث أبلغ هادي مبعوث الأمم المتحدة لليمن جمال بن عمر بتمسكه بالمبادرة الخليجية ووضع عدة شروط على الحوثيين لاستمرار الحوار للخروج من الأزمة الحالية، ولكن الواضح أن الحوثيين لا يريدون الحوار والدليل هو الحشد العسكري والتمويل بالسلاح من إيران من خلال السفن التي تصل إلى هناك والتوجه إلى عدن، فكان لابد من قرار حازم من المملكة وبقية دول مجلس التعاون الخليجي يوقف هذا العبث الحوثي الذي يهدد أمن المنطقة، لتأتي عملية “عاصفة الحزم” كآخر الحلول لإيقاف الخطر الحوثي الإيراني وإنقاذ اليمن والشعب اليمني الشقيق من مؤامرة قذرة تهدد أمنه ومقدراته.
لو تأخرت هذه العملية العسكرية المباركة لوصلت اليمن إلى حرب أهلية سيصل ضررها لدول الخليج ودول المنطقة وتتعرض مصالح الدول الكبرى للتهديد بسبب العبث الإيراني الحوثي، وما يجب على دول الخليج وقوى العالم بعد نجاح “عاصفة الحزم” أن تعاقب إيران لدعمها المنظمات الإرهابية المتطرفة التي اختطفت الدين وشوهته وأصبحت تحارب وتتاجر باسمه وتنشر الفوضى في المنطقة مثل جماعة الحوثي والنصرة وحزب الله وداعش والقاعدة وتجفيف منابع الدعم لها، كما يجب معاقبة كل الدول التي تدعم هذه الحركات الإرهابية مادياً وعسكرياً وسياسياً، ومعاقبة من يسمح لهذه المنظمات المتطرفة بإنشاء معسكرات تدريب لها، لأن التهاون مع هؤلاء المرتزقة من المتطرفين ومن يدعمهم سيؤدي بذلك إلى تنامي الإرهاب ووسائله ليس في دول المنطقة فحسب وإنما في العالم أجمع.
سلمان محمد البحيري