شدة الجمال تبكي

هناك جمال من روعته يبكيك أحياناً،فجمال الطبيعة يكون ساحراً للفلاسفة والأدباء والشعراء الذين يأتيهم الإلهام بسببه حينما يروا ذلك، وتتهيض قريحتهم عند رؤية هذا النوع من الجمال، فتجعل الإنسان يؤمن ويقول سبحان الله ماهذا الجمال الذي أُحسِن صُنعه، فالطبيعة حينما يعبث بها الإنسان وتطالها الحروب أو عندما تصلها المدنية يصبح هناك تلوث من عوادم المصانع والسيارات وقطع للأشجار وإزعاج،فإن هذا لشيء مؤلم بأن يختفي هذا الجمال الساحر وتطاله أيدي الخراب والتجريف والتقطيع في الصخور والأشجار والأزهار وتلويث الأنهار وموت الكائنات الحية هناك ومنها الفراشات والنحل ،فهذا جمال إذا فقد لا يمكن تعويضه لأن الطبيعة يوجد بها كنوز وتعيش عليها مخلوقات كثيرة وتعتبر ملاذاً آمناً ليس للحيوان والطيور وغيرها من المخلوقات فحسب، وإنما للإنسان أيضاً حيث يجد في تلك الأجواء راحة البال والبعد عن التلوث والضجيج وإيقاع الحياة السريع ،لأنه مكان هادئ ومريح للأعصاب وذلك حينما يشعر بقسوة الحياة وكثرة ضغوط المسؤوليات، فيستجم الإنسان في هذا الهدوء والصفاء ومستمتعاً بموسيقي الطبيعة من غناء العصافير والطيور وحفيف الأشجار وصوت الرياح وخرير المياه وأصوات الحيوانات وصوت الرعد والبرق وقطرات المطر وشلالات المياه وجريان المياه في الأنهار العذبة و مستمتعاً أيضا بنقاء الهواء وعذوبة الماء، لذلك كان لابد من إيجاد المسطحات الخضراء والحدائق الكبرى من خلال زراعة الشجر في المدن لإيجاد متنفساً لسكانها والمحافظة على البيئة البكر في خارج المدن بعدم الاحتطاب وترك المخلفات فيها وقد قال جيمي كارترالرئيس الأمريكي السابق “مثل الموسيقى والفن،حب الطبيعة هي لغة مشتركة يمكن أن تتجاوز الحدود السياسية والإجتماعية.”وقد قال أحمد صبري غباش” الطبيعة مجرد وسيلة رمزية بسيطة أهدانا الله إياها ،فقط كي نأخذ من خلالها فكرة عن الجنة.”

فجمال الطبيعة التي أبدع الله في خلقها، شاهداً قوياً على عظمة الله وأنه سبحانه جميل يحب الجمال ،فإذا كانت هذه الطبيعة في الدنيا ،فكيف بالجمال الساحر المبكي في جنات النعيم وفوق ذلك رؤية المؤمنين لله سبحانه في يوم الجمعة وهو مايسمى بيوم المزيد حيث يُرى الله كما نرى البدر في ليلة التمام ،ومهما رأت العين وتحدث الأدباء والفلاسفة والشعراء فلن يستطيعوا وصف سحر الطبيعة ،لأنه شيء لايصدق لذلك نبكي من هذا الجمال ونقول سبحان الله الذي أحسن خلق كل شيء.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …