هو بعد كل صلاة جمعة يزور قبر حبيبته،لكي يسلم عليها ويدعو لها،والتي قد منحها حباً حارب لأجله الدنيا حتى تتوج حبهما بالزواج، وهي كذلك منحتْهُ حُباً غامراً يعيشُ به حتى بعد رحيلها،لإنها منحتْهُ الوفاء والصدق في المشاعر والتضحية وساندته في مرضه وإذا ضاقت عليه الحياة أحياناً، ومنحته القوة لكي يتماسك، فبرغم رحيلها فهو يشعر بأنها في داخله ولم ترحل عنهُ أبداً، ولم يفكر بالزواج من بعدها لأنها تعيش بداخله ويرى طيفها عند ذكرياته معها، ويراها في أحلامه ويدعو لها في صلواته ويتصدق عنها، ولديه الأمل في الله بأن تكون حوريته في الجنة.
سلمان محمد البحيري
شاهد أيضاً
حكاية باب!
لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة لتحديد ملامحي النهائية. كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …