ميز الله تعالى الإنسان بالعقل على سائر المخلوقات ، ودعاه إلى المحافظة على هذه النعمة الكبيرة ، وشرع له الأحكام التي تحقق مقاصد الشريعة الإسلامية الضرورية وهو المحافظة على العقل ، فمنع كل ما يلحق الأذى والضرر به مثل تعاطي المخدرات فماهو مفهوم المخدرات؟!
المخدرات في اللغة مادة خدَّر وما اشتق منها تطلق على عدة معان منها الستر والإسترخاء‘والمخدر هو ما يستر الجهاز العصبي عن فعله ونشاطه المعتاد.اماالتعريف العلمي للمخدر مادة كيميائية تسبب النعاس والنوم، تجعل المتعاطي يغيب عن الوعي مصحوب بنشوة ويصبح المتعاطي مدمناً عليها، ومن أسباب إنتشار المخدرات بشكل متوسع في المجتمع هو ضعف الوازع الديني وانعدام التوجيه والوعي من خلال الحملات التوعوية في المدارس والإعلام وكذلك البيئة السيئة والعيش في أجواء الانحراف والرغبة في تقليد قرناء السوء في العمل أو المدرسة وإذا كان هناك عدم وجود عقوبات رادعة أو قصور بعض الإجراءات الأمنية ، أو يأتي التعاطي من خلال التقليد الأعمى للآخرين والذوبان في شخصية المتورطين من المدمنين والمروجين والذين همهم نشرها وتوزيعها من قبل هذه العصابات المفسدة في الأرض كما لا نغفل جانب المشكلات الأسرية وغفلة الوالدين عن ابناءهم وبناتهم وعدم الرقابة الكافية لهم ، ومما لاشك فيه أن المدمن يشعر بنقص، وأنه ضعيف الإرادة، لأنه عبدا للمادة التي يدمن عليها، فالمخدرات تؤثر في حكم العقل على الأشياء والأحداث، فيرى القريب بعيداً والبعيد قريباً، ويذهل عن الواقع، ويتخيل ماليس بواقع، ويشك في من حوله حتى لوكان القريبين منه وهذا ما يسعى إليه عصابات المخدرات حتى ينسوا المتعاطين أنفسهم وديناهم ويسرحوا في أودية الخيال، الذي يهوي بهم للهاوية في الدنيا والآخرة ، وهذا غير ما تحدثه من فتور في الجسد، وخدر في الأعصاب، وهبوط في الصحة، وفوق ذلك ما تحدثه من خور النفس، وتميع الخلق، وتحلل الإرادة، وضعف الشعور بالواجب، مما يجعل هؤلاء المدمنين لتلك السموم أعضاء غير صالحة في جسم المجتمع. فضلاً عما وراء ذلك كله من إتلاف المال، وخراب للبيوت، بما ينفق على تلك من أموال طائلة، ربما دفعها المدمن من قوت أسرته أو أولاده، وربما انحرف إلى طريق غير شريف يجلب منه ثمنها. فإن الإسلام بشموليته في تعاليمه يحافظ على ما أسماه الأصوليون الضروريات الخمسة وهي الدين، والنفس، والعقل، والعرض، والمال. وفي استخدام هذه المخدرات إعتداء على هذه الضروريات بأكملها ويكفي أن نشير هنا إلى خطورة المخدرات على المجتمع والانسان كجسد وروح لذلك أصبحت ظاهرة إنتشار المخدرات كابوسا حقيقيا لكل أبناء المجتمع وهذه الآفة الخطيرة القاتلة ,وإن لم يتم نتداركها ونقض عليها ستكون بالتأكيد العامل المباشر والسريع لتدمير كياننا وتفكيك بناء المجتمعات وبل تدميرها ليس على مستوى دولة واحدة بل الوطن العربي بأكمله لذلك يلزم تضافر الجهود في محاربتها على المستوى الخليجي والعربي والدولي وعلينا أن نأخذ هذه الآفة بعين الإعتبار من خلال التوعوية الدائمة للأطفال والشباب عن الأضرار عن المخدرات وتهيئة المصحات المناسبة لعلاج المدمنين والمرضى النفسيين والضرب بيد من حديد لمهربيها وعدم ترك الفرصة للعبث بالوطن وشبابه.
بنت الحجاز