كان هناك رجل كبير في السن يرقد في المستشفى و يزوره شاب كل يوم ويجلس معه لأكثر من ساعه، يساعده على أكل طعامه والاغتسال ويأخذه في جولة في حديقة المستشفى
ويساعده على الإستلقاء، ومن ثم يذهب بعد أن يطمئن عليه
دخلت عليه الممرضة في أحد الأيام لتعطيه الدواء وتتفقد حاله.
إبتسمت وقالت له:-
”ما شاء الله يا حاج، الله يخليلك ابنك يومياً يزورك ، لا يوجد أبناء بهذا الزمن مثله“٠
نظر إليها ولم ينطق، وأغمض عينيه وقال لنفسه: ”ليته كان أحد أبنائي “٠
ثم نظر إليها وقال :”هذا اليتيم من الحي الذي كنا نسكن فيه رأيته مرة يبكي عند باب المسجد بعدما توفي والده وهدأته واشتريت له الحلوى ولم احتك به منذ ذلك الوقت٠
ومنذ علم بوحدتي أنا وزوجتي أخذ يزورنا كل يوم ليتفقد أحوالنا حتى وهن جسدي فأخذ زوجتي إلى منزله وجاء بي إلى المستشفى للعلاج .
وعندما كنت أسأله: “لماذا ياولدي تتكبد هذا العناء معنا؟ ”
ينظر إلي ويبتسم ويقول ؛-
“مازال طعم الحلوى في فمي ياعمي”٠
Check Also
حكاية باب!
لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة لتحديد ملامحي النهائية. كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …