مع مرور السنيين من عمرك، ستشعر بأنك قد تغيرت ونضجت كثيراً عن ذي قبل وستعرف ماكنت تجهله، وتألف ماكنت خائفاً منه، وستحب ماتكره، وتكره ماتحب وتتخلى عن ماتعلقت به وستشعر أحياناً بالحيرة، كأنك في صحراء ولا تعرف أين وجهتك، وستشعر بأن روحك ظمأى تريد أن ترتوي، ولن تدل طريقك ولن ترتوي حتى تقرب من الله، وتعرف بأنه المعطي والذي يأخذ، والذي يتولاك ويحفظك ويلهمك ويرزقك وييسر أمرك، ويصرف عنك أموراً ويمنع عنك أموراً أخرى تريدها ربما قد علمت فائدتها فيما بعد، أو لا تعلمها كما تولاك وأنت نطفة في ظهر أبيك، وحينما كنت لاحول لك ولا قوة في رحم أمك.
سلمان محمد البحيري