رحلتي مع التشافي

بعد الصدمات والأوجاع ممن أحبهم بدأ نزيف الجراح،وأخذت على نفسي عهداً بأن أعالج جراحي بنفسي، وبعد التشافي من الجروح في عزلتي،وشعرت بالغربة ثم بدأت بطرح الأسئلة على نفسي،وكنت أتساءل هل المشاعر النبيلة ضعف وسذاجة؟!،أم لابد أن يكون الإنسان قاسياً مع من يقابله،أم يكون الآخرون في نظرنا متهمين حتى تثبت براءتهم،هل من الغباء بأن نتحلى بالمشاعر الإنسانية؟!،أم نبقى معقدين ونلبس عدة أقنعة،هل من يملك قلباً مليئاً بالحب والتسامح لا مكان له في هذا العالم؟!،هل لأجل أن نحافظ على قلوبنا بأن نكون حذرين وخبثاء وقساة؟!،أنا أعرف بأن قرار الرحيل كان قاسياً،ولكن الأقسى حينما تساورهم الشكوك فيك بلا ذنب،وأنت تحبهم ومخلصاً لهم ولاتريد أحداً غيرهم وتدعو لهم في صلواتك،ماأصعب طعم الرحيل قهراً، “مكرهُ أخاك لابطل”، ولكن ما أقسى بأن لاتكون محل ثقة لديهم،لذلك أصبحت أشعر بالخذلان والصدمة والغربة،لأنني أشعر بأنني بالنسبة لهم كيان أجوف لاقيمة له،وأن قلوبهم تشعر بالسعادة حينما تقسو علي،وأن عيونهم تسعد بعذابي،لأن رفقتهم تسلب مني طاقتي وسعادتي،وقررت الرحيل لكي أنسى وأعود،بأن أعود إلى الله لكي يداوي جراحي وأن يعفو عني،والتمس منه العون والرحمة بي،لثقتي بأنه لن يخذلني أو يتشفى بي أو يهملني،أو يشكك فيني أويتكبر علي أو يستغني عني.                     

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …