لا تقسو على نفسك ودللها

حينما قرأت مقولة المفكر الروسي فاديم زيلاند” إسمح لنفسك بالرفاهية، أن تكون أنت” وأعتقد بأن معناها إسمح لنفسك بالإنطلاق ودللها إذا قمت بإنجاز شيء جيدٍ بأن تكافئها بشيء أنت تحبه وكما قال الصحابي الجليل سلمان الفارسيّ «إنَّ لربِّكَ عليك حقًّا، وإنَّ لِنَفسكَ عليك حقًّا، ولأهلك عليك حقًّا، فأعْطِ كلَّ ذي حقٍّ حقَّهُ»، لذلك لاتقيد نفسك وتكون دوماً تقدم التضحيات للآخرين وتنسى نفسك والذي يؤدي بذلك لاستنزاف طاقتك الإيجابية وتفكيرك وترهق أعصابك لقوله تعالى ” لايكلف الله نفساً إلا وسعها “،وأقصد بذلك الشخص الذي يؤمن بالمثل الذي يقول”كن كالشمعة تحترق لتضىء للآخرين الطريق ” فهذا المثل في اعتقادي غير صحيح لإنه غير واقعي ولكن عليك بأن تقوم بواجباتك في الحياة وتعطي كل شيء حقه بدون أن يكون على حساب راحتك وطاقتك فمثلاً حتى الوالدين الذين يعيشون لأبنائهم فبعدما يكبر الأولاد ، فإنهم يذهبون ليعيشوا مستقلين بحياتهم عن والديهم ،لذلك أعط والديك حقهم في البر و أعطي زوجتك وأولادك حقهم في الاهتمام وقم بمسؤوليتك، ولكن ذلك لايجب أن يأتي على حساب نفسك وتلزم نفسك بقيود ثقيلة تحد من انطلاقتك وحريتك في حياتك ، لذلك انهض وفك قيودك وأفتح جناحاك وحلق كالصقر عالياً حراً في أعالي السماء والجبال واستمتع بحياتك ورفه عن نفسك بحيث تكافئها بالاسترخاء يومياً بعد عناء يوم حافل ، كما لا تنس ممارسة الرياضة ولو كان مشياً لمدة نصف ساعة في الحديقة أو في الممر المخصص لذلك ، ولاتنس بأن تهدي لنفسك الورود الجميلة كل أسبوع وتضعها في المزهرية التي في غرفتك أو مكتبك ولا تنتظر بأن يهديها أحد لك، ومابين فترة وأخرى قم بعزيمة نفسك في مطعم وتناول أكلة أنت تحبها ،أو قم بصنعها لنفسك في المنزل واستمتع بإعدادها ، وفي كل أسبوع قم بعمل جلسة مساج لكي تنشط جسمك واجعل لك لحظات تتقرب فيها إلى الله من خلال الصوم و الصلاة النافلة و التأمل،كما يمكنك بأن تشتري لك حذاء جميلاً أو عطراً رائحته مميزة واستمتع بلحظات التسوق بنفسك، كما لاتنس بأن تخصص ساعة يومياً للقراءة ولاتحرم نفسك من مشاهدة فيلم إما في المنزل أو في أحد دور السينما ،كما هذا لايمنع بأن تسافر في إجازة ولو كانت قصيرة لترى أماكن جديدة ،وعُد تلك الأشياء هي مكافأة وتحفيز لنفسك لأنك تعمل وتتعب في الحياة، فلذلك كن كريماً مع نفسك ولاتأتِ على حساب نفسك لأجل أن تريح الآخرين لكي ترضيهم دوماً ،ولكن أرضِ نفسك ودللها وكن فخوراً بشخصيتك لأنها تناسبك فقط.


سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …